لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٣٢
و يقال «الْأَوَّلُ» بالعناية، و«الْآخِرُ» بالهداية، و«الظَّاهِرُ» بالرعاية، و«الْباطِنُ» بالولاية.
ويقال :«الْأَوَّلُ» بالخلق، و«الْآخِرُ» بالرزق، و«الظَّاهِرُ» بالإحياء، و«الْباطِنُ» بالإماتة والإفناء.
قال تعالى :«اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ» «١».
ويقال :«الْأَوَّلُ» لا بزمان، و«الْآخِرُ» لا بأوان، و«الظَّاهِرُ» بلا اقتراب، و«الْباطِنُ» بلا احتجاب.
ويقال :«الْأَوَّلُ» بالوصلة، و«الْآخِرُ» بالخلّة، و«الظَّاهِرُ» بالأدلة، و«الْباطِنُ» بالبعد «٢» عن مشابهة الجملة «٣».
ويقال :«الْأَوَّلُ» بالتعريف، «وَالْآخِرُ» بالتكليف، «وَالظَّاهِرُ» بالتشريف «وَالْباطِنُ» بالتخفيف «٤» ويقال :«الْأَوَّلُ» بالإعلام، «وَالْآخِرُ» بالإلزام، «وَالظَّاهِرُ» بالإنعام «وَالْباطِنُ» بالإكرام.
ويقال :«الْأَوَّلُ» بأن اصطفاك «وَالْآخِرُ» بأن هداك، «وَالظَّاهِرُ» بأن رعاك، «وَالْباطِنُ» بأن كفاك.
ويقال «٥» : من كان الغالب عليه اسمه «الْأَوَّلُ» كانت فكرته في حديث سابقته : بماذا سمّاه مولاه؟ وما الذي أجرى له في سابق حكمه؟ أ بسعادته أم بشقائه؟.

_
(١) آية ٤٠ سورة الروم.
(٢) سقط - (بالبعد) فى النسخة م وموجودة في ص
(٣) المقصود (بالجملة) هنا جملة المخلوقات. [.....]
(٤) هكذا في م وهي في ص (بالتحقيق) وهذه وإن كانت - صحيحة ألا أن السياق الموسيقى الذي جرى عليه المصنف يرجح (بالتخفيف) على معنى أنه علم ضعف عباده فلم يكلفهم فوق طاقتهم.
(٥) هذه الفقرة هامة في بيان أن الصوفية حينما يتصدون لدراسة الأسماء والصفات يهتمون بالآداب والسلوك وكيف يتخلّق الصوفي بأخلاق اللّه ويتأدب بأسمائه أنظر مقدمة كتاب التحبير في التذكير تحقيق بسيونى).


الصفحة التالية
Icon