لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٥٨
و يقال : يخرّبون بيوتهم بأيديهم، وقلوبهم باتّباع شهوات نفوسهم، ودينهم بما يمزجونه به من البدع.
قوله جل ذكره :
[سورة الحشر (٥٩) : آية ٣]
وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ (٣)
لو لا أن قضى اللّه عليهم أن يخرجوا لعذّبهم اللّه بالقتل والاستئصال «١»، ثم في الآخرة لهم عذاب النار.
[سورة الحشر (٥٩) : آية ٤]
ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٤)
ذلك بأنهم خالفوا أمر اللّه. والمشاقّة أن يتحول المرء إلى شقّ آخر.
فالعاصى إذا انتقل من المطيعين إلى العاصين فقد شاقّ اللّه، ولمن شاقّ اللّه عذاب النار.
قوله جل ذكره :
[سورة الحشر (٥٩) : آية ٥]
ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَ لِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ (٥)
اللّينة : كلّ نوع من النخيل ما عدا العجوة والبرنيّ «٢».
لمّا أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقطع بعض نخيل بنى النضير قالت اليهود :
ما فائدة هذا؟!.
فبقى المسلمون عن الجواب، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية ليوضّح أن ذلك بإذن اللّه.
فانقطع الكلام.
وفي هذا دليل على أن الشريعة غير معلّلة، وأنّ الأمر الشرعيّ إذا جاء بطل التعليل،

_
(١) هكذا في ص وهي في م (الاستبصار) وهي خطأ في النسخ.
(٢) واحدته البرنيّة، وهو نوع جيد من التمر مدوّر أحمر مشرب بصفرة. (الوسيط).


الصفحة التالية
Icon