لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٩٤
المراد من ذلك هو الاعتبار بمن سلف، ومن لم يعتبر عثر في مهواة من الأمل، ثم لا ينتعش إلّا بعد فوات الأمر من يده.
«ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ...». شاهدوا الأمر من حيث الخلق فتطوّحوا فى متاهات الإشكال المختلفة الأحوال. ولو نظروا بعين الحقيقة لتخلّصوا من تفرقة الأباطيل، واستراحوا بشهود «١» التقدير من اختلاف الأحوال ذات «٢» التغيير.
قوله جل ذكره :
[سورة التغابن (٦٤) : آية ٧]
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَ رَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧)
الموت نوعان : موت نفس، وموت قلب ففى القيامة يبعثون من موت النّفس، وأمّا موت القلب فلا بعث منه - عند كثير من مخلصى هذه الطائفة، قال تعالى مخبرا عنهم :«قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟» «٣» فلو عرفوه لما قالوا ذلك فموت قلوبهم مسرمد إلى أن تصير معارفهم ضرورية، فهذا الوقت وقت موت قلوبهم.
قوله جل ذكره :
[سورة التغابن (٦٤) : آية ٨]
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨)
«النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا» : القرآن. ويجوز أن يكون ما أنزل في قلوب أوليائه من السكينة وفنون الألطاف.
(١) هكذا في ص وهي في م (من شهود) وهي خطأ من الناسخ.
(٢) فى النسختين (ذوى) وقد رأينا أن تكون (ذات) أو (ذوات).
(٣) آية ٥٢ سورة يس، والفرق واضح بين هذه القالة وبين ما قاله أصحاب الكهف المؤمنون.