لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٥٩٨
سورة الطّلاق
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» اسم من لا سبيل إلى وصاله، ولا غنية - فى غيره - عن فعاله، اسم من علمه وقع في كل سكون وراحة، اسم من عرفه وقع في كل اضطراب وإطاحة «١»، العلماء بسراب علمهم استقلوا فاستراحوا، والعارفون بسلطان حكمه اصطلموا عن شواهدهم..
فبادوا وطاحوا.
قوله جل ذكره :
[سورة الطلاق (٦٥) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (١)
الطلاق - وإن كان فراقا - فلم يجعله الحقّ محظورا وإن كان من وجه مكروها.
وللطلاق وقتية «٢» : سنّية وبدعية، ومباحة، لا سنية ولا بدعية فالسنية : أن تطلّق في طهر لم تباشر فيه طلقة واحدة، والبدعية : فى حال الحيض وطهر جومعت فيه، والمباحة :
فى طهر بعد حيض ثم يطلقها من قبل أن يجامعها «٣» - والطلاق أكثر من واحدة.
_
(١) أطاحه إطاحة أي أفناه وأذهبه.
٢) أي وجوه مرتبطة بأوقات خاصة. روى الدارقطني عن ابن عباس قال : الطلاق على أربعة وجوه :
و جهان حلالان ووجهان حرامان : فأما الحلال فأن يطلقها طاهرا من غير جماع، وأن يطلقها حاملا مستبينا حملها.
وأما الحرام فأن يطلقها وهي حائض، أو يطلقها حين يجامعها لا تدرى اشتمل الرّحم على ولد أم لا.
(٣) قال السّدىّ : نزلت في عبد اللّه بن عمر طلّق امرأته حائضا تطليقة واحدة، فأمره رسول اللّه (ص) بأن يراجعها ثم يمسكها حتى تطهر وتحيض ثم تطهر، فإذا أراد أن يطلقها فليطلقها حين تطهر - من قبل أن يجامعها.
ويقال : إنها نزلت في أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية.. فلم يكن قبلها للمطلقة عدّة، وحين طلقت على عهد النبي (ص) طلقت بالعدة (هكذا في كتاب أبى داود).


الصفحة التالية
Icon