لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٣٩
فالآن قد منعنا.
«وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً» الاستقامة على الطريقة تقتضى إكمال النعمة وإكثار الراحة. والإعراض عن اللّه يوجب تنغص العيش ودوام العقوبة.
قوله جلذكره :
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ١٨ الى ١٩]
وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (١٨) وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩)
للمسجد فضيلة، ولهذا خصّه اللّه سبحانه وأفرده بالذكر من بين البقاع فهو محلّ العبادة..
وكيف يحلّ العابد عنده إذا حلّ محلّ قدمه «١»؟!.
ويقال : أراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها، أخبر أنها للّه، فلا تعبدوا بما للّه غير اللّه.
قوله جل ذكره :«وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً» لما قام عبد اللّه يعنى محمدا عليه السلام يدعو الخلق إلى اللّه كاد الجنّ والإنس يكونون مجتمعين عليه، يمنعونه عن التبليغ، قل يا محمد :
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ٢١ الى ٢٣]
قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٢) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَ رِسالاتِهِ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (٢٣)
لا أقدر أن أدفع عنكم ضرّا، أو أسوق لكم خيرا.. فكلّ شىء من اللّه. ولن أجد من دونه ملتجأ إلا :
(١) العبارة غامضة وتحتاج إلى توضيح.. وربما قصد القشيري إلى أنه إذا كان المسجد وهو محل قدم العابد مكرما... فما بالك بالعابد نفسه، ومحله عند اللّه؟.