لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٤٨
كبّره عن كلّ طلب، ووصل وفصل، وعلّة وخلق.
«وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ» طهّر قلبك عن الخلائق أجمع، وعن كلّ صفة مذمومة.
وطهّر نفسك عن الزّلّات، وقلبك عن المخالفات، وسرّك عن الالتفاتات.
ويقال : أهلك طهّرهم بالوعظ قال تعالى :«هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ» «١»، فيعبر عنهن - أحيانا - بالثياب والّلباس.
قوله جل ذكره :«وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ» أي : المعاصي. ويقال : الشيطان. ويقال : طهّر قلبك من الخطايا وأشغال الدنيا.
ويقال : من لا يصحّ جسمه لا يجد شهوة الطعام كذلك من لا يصحّ قلبه لا يجد حلاوة الطاعة.
«وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ» لا تعط عطاء تطلب به زيادة على ما تعطيه.
ويقال : لا تستكثر الطاعة من نفسك.
ويقال : لا تمنن بعملك فتستكثر عملك، وتعجب به.
«وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ» أي : أنت تؤذى في اللّه. فاصبر على مقاساة أذاهم.
قوله جل ذكره :
[سورة المدثر (٧٤) : الآيات ٨ الى ١٧]
فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠) ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١١) وَ جَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (١٢)
وَ بَنِينَ شُهُوداً (١٣) وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (١٧)
يعنى : إذا قامت القيامة، فذلك يوم عسير على الكافرين غير هيّن.
قوله جل ذكره :«ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً».

_
(١) آية ١٨٧ سورة البقرة.


الصفحة التالية
Icon