لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٦٩٤
فمن اختلاف أحوالهم : أنّ لشموسهم في بعض الأحيان كسوفا وذلك عند ما يردّون «١».
ونجوم علومهم قد تنكدر لاستيلاء الهوى على المريدين في بعض الأحوال، فعند ذلك «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ».
قوله جل ذكره :
[سورة التكوير (٨١) : الآيات ١٥ الى ٢٤]
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَ اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (١٧) وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩)
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣) وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)
أي : أقسم، والخنّس والكنّس هي النجوم إذا غربت «٢».
ويقال : البقر الوحشي «٣».
قوله جل ذكره :«وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ» عسعس : أي جاء وأقبل. «تَنَفَّسَ» : خرج من جوف الليل.
أقسم بهذه الأشياء، وجواب القسم :
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ».
إن هذا القرآن لقول رسول كريم، يعنى به جبريل عليه السلام.
«ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ» «مَكِينٍ» من المكانة، وقد بلغ من قوته أنه قلع قرية آل لوط وقلبها.
«وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ» وهذا أيضا من جواب القسم.
«وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ» رأى محمد جبريل عليه السلام بالأفق المبين ليلة المعراج.
(١) «عند ما يردّون» فى أحوال القبض بعد البسط والهجر بعد الوصل، والخوف بعد الرجاء والفرق بعد الجمع.. ونحو ذلك.
(٢) قيل هي الكواكب الخمسة الدراري : زحل، والمشترى، وعطارد، والمريخ، والزّهرة (فى رواية عن على ابن أبى طالب).
(٣) فسرت هكذا في رواية عن عبد اللّه بن مسعود، وأخرى عن ابن عباس.