لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٠٠
فليس بمنصف. وأمّا الصّدّيقون فإنهم كما ينظرون للمسلمين فإنهم ينظرون لكلّ من لهم معهم معاملة - والصدق عزيز، وكذلك أحوالهم في الصّحبة والمعاشرة.. فالذى يرى عيب الناس ولا يرى عيب نفسه فهو من هذه الجملة - جملة المطففين - كما قيل :
و تبصر في العين منّى القذى وفي عينك الجذع لا تبصر
و من اقتضى حقّ نفسه - دون أن يقضى حقوق غيره مثلما يقتضيها لنفسه - فهو من جملة المطففين.
والفتى من يقضى حقوق الناس ولا يقتضى من أحد لنفسه حقّا.
قوله جل ذكره :«أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ؟ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ» أي : أ لا يستيقن هؤلاء أنهم محاسبون غدا، وأنهم مطالبون بحقوق الناس؟.
ويقال : من لم يذكر - فى حال معاملة الناس - معاينة القيامة ومحاسبتها فهو فى خسران في معاملته.
ويقال : من كان صاحب مراقبة للّه ربّ العالمين استشعر الهيبة في عاجله، كما يكون حال الناس في المحشر لأنّ اطلاع الحقّ اليوم كاطلاعه غدا.
قوله جل ذكره :«كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ؟ كِتابٌ مَرْقُومٌ» «سِجِّينٍ «١»» قيل : هى الأرض السابعة، وهي الأرض السفلى، يوضع كتاب أعمال الكفار هنالك إذلالا لهم وإهانة، ثم تحمل أرواحهم إلى ما هنالك.
(١) فى رواية عن أنس أنه قال : قال صلى اللّه عليه وسلم :«سجّين أسفل الأرض السابعة».