لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧١٠
و يقال : الشاهد الخلق، والمشهود اللّه يشهدونه اليوم بقلوبهم، وغدا بأبصارهم.
ويقال : الشاهد محمد صلى اللّه عليه وسلم، والمشهود القيامة، قال تعالى :«وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً» «١»، وقال في القيامة :«ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ» «٢».
وقيل : الشاهد يوم الجمعة «٣»، والمشهود يوم عرفة.
ويقال : الشاهد الملك الذي يكتب العمل، والشاهد الإنسان يشهد على نفسه، وأعضاؤه تشهد عليه فهو شاهد وهو مشهود.
ويقال : الشاهد يوم القيامة، والمشهود الناس.
ويقال : المشهود هم الأمة لأنه صلى اللّه عليه وسلم يشهد لهم وعليهم.
ويقال : الشاهد هذه الأمة، والمشهود سائر الأمم.
ويقال : الشاهد الحجر الأسود لأنّ فيه كتاب العهد.
ويقال : الشاهد جميع الخلق يشهدون للّه بالوحدانية، والمشهود اللّه.
ويقال : الشاهد اللّه شهد لنفسه بالوحدانية، والمشهود هو لأنه شهد لنفسه.
قوله جل ذكره :«قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ» أي لعنوا. والأخدود : الحفرة في الأرض إذا كانت مستطيلة، وقصتهم في التفسير معلومة «٤» و«الْوَقُودِ» الحطب.
وهم أقوام كتموا إيمانهم فلمّا علم ملكهم بذلك أضرم عليهم نارا عظيمة، وألقاهم فيها.
(١) آية ٤١ سورة النساء.
(٢) آية ١٠٣ سورة هود.
٣) خرّج ابن ماجة وغيره رواية عن أبى الدرداء قوله : قال رسول اللّه (ص) :«أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة».
(٤) قيل هم من السجستان، وقيل من نجران، وقيل من القسطنطينية، وقيل : هم من المجوس. وقيل من اليهود، وقيل من النصارى.