لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٣١
قوله جل ذكره :«ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ» أي : من الذين يرحم بعضهم بعضا.
«أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ» أي : أصحاب اليمن والبركة.
«وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ» هم المشائيم على أنفسهم، عليهم نار مطبقة يعنى أبواب النيران (عليهم مغلقة).
والعقبة التي يجب على الإنسان اقتحامها : نفسه وهواه، وما لم يجز تلك العقبة لا يفلح و«فَكُّ رَقَبَةٍ» هو إعتاق نفسه من رقّ الأغراض والأشخاص.
ويكون فك الرقبة بأن يهدى من يفكّه - من رق هواه ونفسه - إلى سلامته من شحّ نفسه، ويرجعه إليه، ويخرجه من ذلّه.
ويكون فكّ الرقبة بالتّحرّز من التدبير، والخروج من ظلمات الاختيار إلى سعة الرضاء.
ويقال : يطعم من كان في متربة ويكون هو في مسغبة.
«ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا...» أي تكون خاتمته على ذلك «١».
(١) أي يبقى على ذلك حتى الوفاة.