لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٣٧
قوله جل ذكره :
[سورة الليل (٩٢) : الآيات ١١ الى ٢١]
وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (١١) إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢) وَ إِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولى (١٣) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥)
الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى (١٦) وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَ ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠)
وَ لَسَوْفَ يَرْضى (٢١)
يعنى : إذا مات.. فما الذي يغنى عنه ماله بعد موته؟
قوله جل ذكره :«إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى » لأوليائنا، الذين أرشدناهم. ويقال :«إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى » بنصيب الدلائل.
«وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولى » ملكا، نعطيه من نشاء.
«فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى» أي : تتلظّى.
«لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى» أي : لا يعذّب بها إلّا الأشقى، وهو :
«الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلَّى» يعنى : كفر.
«وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى» يعطى الزكاة المفروضة.
ويقال يتطهّر من الذنوب.
ونزلت الآية فى (أبى بكر) «١» رضى اللّه عنه. والآية عامة.

_
(١) ما بين القوسين غير موجود في م، ويوجد فقط «رضى اللّه عنه» وفي م : يوجد فقط (و الآية عامة) فأكملنا السياق.
ويروى : أن النبي (ص) مر ببلال وهو يعذب في اللّه ويقول :
أحد أحد، فلما نقل ذلك إلى أبى بكر، عرف أبوبكر ما يريده النبي، فذهب إلى أمية بن خلف، واشترى بلالا وأعتقه، فلما قال المشركون : ما أعتقه أبوبكر إلا ليد كانت له عنده، نزل قوله تعالى :«وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى. إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى »
.


الصفحة التالية
Icon