لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٤١
قيل : إلى عمّه أبى طالب.
ويقال : بل آواه إلى كنف ظلّه، وربّاه بلطف رعايته.
ويقال : فآواك إلى بساط القربة بحيث انفردت بمقامك، فلم يشاركك فيه أحد
[سورة الضحى (٩٣) : الآيات ٧ الى ١١]
وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَ وَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)
أي : ضللت في شعاب مكة، فهدى إليك عمّك أبا طالب في حال صباك.
و يقال :«ضَالًّا» فينا متحيّزا... فهديناك بنا إلينا.
ويقال :«ضَالًّا» عن تفصيل الشرائع فهديناك إليها بأن عرّفناك تفصيلها.
ويقال : فيما بين الأقوام ضلال فهداهم بك.
وقيل :«ضَالًّا» للاستنشاء «١» فهداك لذلك.
ويقال «ضَالًّا» فى محبتنا، فهديناك بنور القربة إلينا.
ويقال :«ضَالًّا» عن محبتى لك فعرّفتك أنّى أحبّك.
ويقال : جاهلا بمحلّ شرفك، فعرّفتك قدرك.
ويقال : مستترا في أهل مكة لا يعرفك أحد فهديناهم إليك حتى عرفوك «٢» «وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى » فى التفسير : فأغناك بمال خديجة.
ويقال : أغناك عن الإرادة والطلب بأن أرضاك بالفقد «٣» ويقال : أغناك بالنبوّة والكتاب. ويقال : أغناك باللّه.
(١) الكلمة غير واضحة الرسم في النسختين، وقد رجحنا هذه الكلمة لأنها أقرب إلى ما في م، ولأن من القصص السابقة ما يشير إلى أنه لم يقدم المشيئة فعوتب في ذلك «وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ»
(٢) ربما تتفق هذه الإشارة مع ما جرت عليه العرب في وصف الشجرة المنفردة في الفلاة لا شجر معها بأنها ضالة يهتدى بها إلى الطريق لأنها علامة مميزة، فهى معروفة لذاتها، ولأنها علامة على الطريق هادية إليه.
(٣) هكذا في م، وهي في ص (بالعقل)، ولكننا نرجح ما جاء في م، ولا نستبعد أنها في الأصل (الفقر).. فالرضا في حال الفقر أو (الفقد) أتم في النعمة من الرضا في حال الغنى... وهل أعظم من الغنى باللّه؟!