لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٤٣
سورة ألم نشرح
قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»
«بِسْمِ اللَّهِ» اسم عزيز عزّ من التجأ إليه، وجلّ من توكّل عليه، وفاز في الدنيا والعقبى من توسّل به إليه فمن تقرّب منه قرّبه ومن شكا إليه حقّق له مطلبه، ومن رفع قصّته إليه قضى مأربه.
قوله جل ذكره :
[سورة الشرح (٩٤) : الآيات ١ الى ٨]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَ إِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (٨)
أ لم نوسّع قلبك للإسلام؟ ألم نليّنه للإيمان؟
و يقال : ألم نوسع صدرك بنور الرسالة؟ ألم نوسّع صدرك لقبول ما نورد عليك.
«وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» أي : إثمك قبل النبوّة.
ويقال : عصمناك عن ارتكاب الوزر فوضعه عنه بأنّه لم يستوجبه قطّ.
ويقال : خفضنا عنك أعباء النبوّة وجعلناك محمولا لا متحمّلا «١».
ويقال : قويناك على التحمّل من الخلق، وقوّيناك لمشاهدتنا، وحفظنا عليك ما استحفظت «٢»، وحرسناك عن ملاحظة الخلق فيما شرّفناك به.
_
(١) وهذه أقصى درجات الحب، وقد مر بنا كيف قارن القشيري بين مواقف موسى، ومواقف المصطفى صلوات اللّه عليهما، وكيف أوضح لنا أن موسى كان متحملا بينما كان نبيا محمولا.
(٢) إشارة إلى القرآن، الذي حفظ من التغيير والتحريف.. إلى الأبد.


الصفحة التالية
Icon