لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٦٧
«كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ» ليطرحنّ في جهنّم. «وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ»؟ على جهة التهويل لها.
فهم في نار اللّه الموقدة التي يبلغ ألمها الفؤاد.
«إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ» مطبقة.
«فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ» «عَمَدٍ» : جمع عماد. وقيل : إنها عمد من نار تمدّد وتضرب عليهم كقوله :
«أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها» «١» ويقال : الغنى بغير اللّه فقر، والأنس بغيره وحشة، والعزّ بغيره ذلّ.
ويقال : الفقير من استغنى بماله، والحقير : من استغنى بجاهه، والمفلس : من استغنى بطاعته، والذليل : من استغنى بغير اللّه، والجليل : من استغنى باللّه.
ويقال : بيّن أن المعرفة إذا اتّقدت في قلب المؤمن أحرقت كلّ سؤل وأرب فيه، ولذلك تقول جهنّم - غدا - للمؤمن :«جز، يا مؤمن... فإنّ نورك قد أطفأ لهبى»!
(١) آية ٢٩ سورة الكهف.