لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٧٣
سورة الدّين
«١» قوله جل ذكره :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ».
«بِسْمِ اللَّهِ» كلمة سماعها غذاء أرواح المحبين، ضياء أسرار الواجدين، شفاء قلوب المتيّمين بلاء مهج المساكين، دواء كلّ فقير مسكين «٢».
قوله جل ذكره :
[سورة الماعون (١٠٧) : الآيات ١ الى ٧]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَ لا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤)
الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (٦) وَ يَمْنَعُونَ الْماعُونَ (٧)
نزلت الآية على جهة التوبيخ، والتعجّب من شأن تظلّم اليتيم من الكفار.
فقال : أ رأيت الذي يكذّب بالدين، وبالحساب والجزاء؟
«فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ» يدفعه بجفوة، ويقال : يدفعه عن حقّه «٣».
«وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ» أي : لا يحثّ على إطعام المسكين، وإنما يدعّ اليتيم لأنّ اللّه تعالى قد نزع الرحمة من قلبه، ولا تنزع الرحمة إلّا من قلب شقيّ.
وهو لا يحث على طعام المسكين، لأنه في شحّ نفسه وأمر بخله.
قوله جل ذكره :«فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ»
_
(١) يقول السيوطي في إتقانه : تسمى سورة أ رأيت، وسورة الدين، وسورة الماعون (الإتقان ح ١ ص ٥٥) [.....]
(٢) مرة أخرى نلفت النظر إلى ما بين إشارات البسملة والجو العام للسورة.
(٣) قال ابن جريح : نزلت في أبى سفيان، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا فطلب منه يتيم شيئا، فقرعه بعصاه.


الصفحة التالية
Icon