لطائف الإشارات، ج ٣، ص : ٧٨
و لا نظير يضاهيه. «لَهُ الْحَمْدُ» استحقاقا على عطيّته، وله الشكر استيجابا على نعمته ففى الدنيا المحمود اللّه، وفي العقبى المشكور اللّه فالإحسان من اللّه لأن السلطان للّه، والنعمة من اللّه لأنّ الرحمة للّه، والنصرة من اللّه لأنّ القدرة للّه.
قوله جل ذكره :
سورة القصص (٢٨) : آية ٧١]
قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَ فَلا تَسْمَعُونَ (٧١)
إن دامت ليالى الفترة فمن الذي يأتى بنهار التوبة غير اللّه؟
و إن دامت ليالى الطّلب فمن الذي يأتى بصبح الوجود غير اللّه؟
و إن دامت ليالى القبض فمن الذي يأتى بصبح البسط غير اللّه؟
و إن دام ليل الفراق فمن الذي يأتى بصبح الوصال غير اللّه؟
قوله جل ذكره :
[سورة القصص (٢٨) : آية ٧٢]
قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَ فَلا تُبْصِرُونَ (٧٢)
إن دام في الوصلة نهاركم فأيّ سبيل للواشين إلى تنغيص سروركم؟
و إن دام نهار معاشكم ووقت اشتغالكم بحظوظكم فمن إله غير اللّه يأتيكم بليل تسكنون فيه إلى اللّه إلا اللّه، وتستريحون من أشغالكم بالخلوة مع اللّه إلا اللّه «١».
قوله جل ذكره :
[سورة القصص (٢٨) : آية ٧٣]
وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣)
(١) منذ أشرقت على القشيري آية :«وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ..»
و لفظ الجلالة لا يكاد بغيب عنا في إشاراته، مما يدل - واللّه أعلم - على أن الرجل ذاكر أخذته حالة انمحاء فى المذكور.. وقد حرصنا أن نلفت نظر القارئ إلى هذا الملحظ ليشعر بالفرق بين المفسر التقليدى والمفسر الإشارى.. إن الكلمات هنا أشبه بالتسابيح الوافدة من عالم بعيد!