ج ٣، ص : ٥٣
قال اللّه تعالى وما أمروا الا ليعبدوا اللّه مخلصين له الدين وقال عليه السلام انما الأعمال بالنيات قلنا الوضوء له اعتباران فباعتبار انه عبادة مكفرة للسيئات لا بد له من نية لما ذكرتم فان ثواب الأعمال انما هو بالنية وباعتبار انه مفتاح للصلوة وشرط من شروطها لا يشترط له النية كما لا يشترط لسائر شرائط الصلاة من ستر العورة وطهارة الاخباث وغيرها.
(مسئلة :) لا يشترط للوضوء التسمية ولا المضمضة ولا الاستنشاق عند الجمهور وقال أحمد كل ذلك واجب ركن للوضوء اما التسمية فلقوله صلى اللّه عليه وسلم لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه رواه أحمد وجماعة من الائمة من حديث كثير بن زيد عن رميح بن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدري عن أبيه عن جده ورواه الترمذي وجماعة من حديث سعيد بن زيد من طريق عبد الرحمن بن حرملة عن أبى ثقال عن رباح عن جدته عن أبيها وروى أحمد واصحاب السنن من حديث أبى هريرة من طريق يعقوب ابن سلمة عن أبيه عنه وفى بعض ألفاظه من توضأ وذكر اسم اللّه فانه طهر جسده كله ومن توضأ ولم يذكر اسم اللّه لم يطهر الا موضع الوضوء رواه الدارقطني عنه وعن ابن مسعود وابن عمر ولحديث عائشة كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقوم إلى الوضوء فيسمى اللّه عز وجل رواه الترمذي وابن أبى شيبة وابن عدى وحديث خصيف قال توضأ رجل عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولم يسم فقال أعد وضوءك ثم توضأ ولم يسم فقال أعد وضوءك ثلث مرات ثم توضأ وسمى فقال الان خيرا أصبت وضوءك والجواب ان حديث خصيف موضوع لا اصل له وباقى الأحاديث كلها ضعاف قال أبو بكر الأثرم سمعت أحمد بن حنبل يقول ليس فى هذا شىء يثبت وأحسنها حديث كثير بن زيد وكثير ضعيف وكذا عبد الرحمن بن حرملة قال أبو حاتم لا يحتج به ولينه البخاري وأبو ثقال ورباح مجهولان وجدة رباح راوية هذا الحديث عن سعيد بن زيد لا يعرف اسمها ولا حالها وكذا قال أبو حاتم وأبو ذرعة ويعقوب بن سلمة هو الليثي قال البخاري لا يعرف له سماع من أبيه ولا لابيه من أبى هريرة واما حديث عائشة ففى اسناده حارثة عن محمد وهو ضعيف قال الحافظ ابن حجر وفى الباب حديث على رواه ابن عدى وقال اسناده ليس بمستقيم وحديث أنس رواه عبد الملك وهو شديد الضعف