ج ٣، ص : ٥٦
مسح راسه مرة احتجوا بحديث عثمان انه صلى اللّه عليه وسلم توضأ ثلثا ثلثا رواه البخاري وحديث على مثله رواه الترمذي قلنا قوله توضأ ثلثا يعود إلى تثليث ما يحصل به الوضاءة وهو الغسل قال أبو داؤد أحاديث عثمان الصحاح كلها تدل على ان مسح الراس مرة واحدة وما ورد فى بعض ألفاظ حديث على توضأ ومسح برأسه واذنيه ثلثا فنحمله على تثليث إمرار اليد من غير أخذ ماء جديد لكل مرة جمعا بين الأحاديث وحينئذ يعد المسح مرة واحدة كما ورد فى حديث عبد اللّه بن زيد مسح راسه بيديه فاقبل بهما وأدبر بمقدم راسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه واللّه اعلم - ومنها مسح الأذنين لحديث أبى امامة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال الأذنان من الراس وكان يمسح راسه مرة............ وكان يمسح الماقين رواه أحمد واصحاب السنن والحديث يدل على المواظبة وحديث مقدام بن معد يكرب مرفوعا توضأ فادخل إصبعيه فى حجرى اذنيه رواه النسائي وابن ماجة وحديث على توضأ ومسح برأسه واذنيه ثلثا وقال هكذا كان وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فان قيل ليس فى كثير من الأحاديث ذكر الأذنين قلنا إذا ثبت المواظبة بحديث أبى امامة وعلى فعدم ذكر غيرهما لا ينتهض دليلا على النفي ولعل من لم يذكر مسح الأذنين اكتفى بذكر مسح الرأس بناء على قوله صلى اللّه عليه وسلم الأذنان من الراس ومنها تخليل اللحية لحديث عثمان ان النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يخلل
لحيته رواه الترمذي وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم وابن حبان وفى الباب حديث ابن عمر رواه ابن ماجة والدارقطني والبيهقي وصححه ابن السكن ومنها ان يدلك عارضيه بعض الدلك لحديث ابن عمر كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عرك عارضيه بعض العرك رواه ابن ماجة والدارقطني وصححه ابن السكن والحديث حسن - (فصل) ويستحب البداية بالتسمية لما ذكرنا من الأحاديث وحملناه على الندب والتيامن وكان القياس كونها سنة ولم يقل العلماء بسنيته لأن مواظبته صلى اللّه عليه وسلم كان على سبيل العادة دون العبادة لحديث عايشة قالت كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يحب التيامن ما استطاع فى شانه كله فى طهوره وترجله وتنعّله متفق عليه وقال عليه السّلام إذا توضأوا فابدءوا بميامنكم رواه أحمد وأبو داود


الصفحة التالية
Icon