ج ٣، ص : ٧٧
أخي أفترونني اقتله فلما أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا اللّه تعالى ونزل السرير حتى نظروا إليه بين السماء والأرض فصدقوه وعن على بن أبى طالب رضى اللّه عنه قال صعد موسى وهارون عليهما السلام الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام أنت قتلته فآذوه فامر اللّه تعالى الملئكة فحملته حتى مروا به على بنى إسرائيل فكلمت الملائكة بموته حتى عرف بنوا إسرائيل انه قد مات فبراه الله مما قالوا ثم ان الملائكة حملوه ودفنوه فلم يطلع على موضع قبره الا الرخم فجعله اللّه أصم ابكم وقال عمرو بن ميمون مات هارون وموسى عليهما السّلام فى التيه مات هارون قبل موسى وكانا قد خرجا إلى بعض الكهوف فمات هارون ودفنه موسى وانصرف إلى بنى إسرائيل فقالوا قتلته لحبنا إياه وكان محبا فى بنى إسرائيل فتضرع موسى عليه السلام إلى ربه عز وجل فاوحى اللّه إليه انطلق بهم إلى قبره فنادى يا هارون فخرج من قبره ينفض راسه فقال انا قتلتك قال لا ولكنى مت قال فعد إلى مضجعك وانصرفوا - (قصّة وفات موسى عليه السّلام) قال ابن إسحاق كان صفى اللّه موسى يكره الموت فاراد اللّه ان يحبب إليه الموت فنبأ يوشع بن نون فكان يغدو ويروح عليه فيقول له موسى يا نبى اللّه ما أحدث اللّه إليك فيقول له يوشع يا نبى اللّه الم أصحبك كذا وكذا سنة فهل كنت اسألك عن شىء ما أحدث إليك حتى تكون أنت الذي تبتدى به وتذكره ولا يذكر له شيئا فلما رأى موسى ذلك كره الحيوة وحبب الموت وعن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جاء ملك الموت إلى موسى فقال له أجب ربك قال فلطم
موسى عليه السّلام عين ملك الموت ففقأها قال فرجع الملك إلى اللّه سبحانه وتعالى فقال انك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عينى قال فرد اللّه إليه عينه وقال ارجع إلى عبدى فقل له الحيوة تريد فان كنت تريد الحيوة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعره فانك تعيش بها سنة قال ثم مه قال ثم تموت قال فالآن من قريب قال رب أدنني من الأرض المقدسة رمية الحجر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لو انى عنده لاريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر متفق عليه وقال وهب خرج موسى لبعض حاجته فمر برهط من الملائكة يحفرون قبر الم ير شيئا احسن منه ولا مثل ما فيه من الخضرة والنضرة والبهجة فقال لهم يا ملائكة اللّه لمن تحفرون هذا القبر قالوا لعبد كريم على ربه قال ان هذا العبد


الصفحة التالية
Icon