ج ٣، ص : ٢٢١
وتعديته إلى المكان بفي كما فى قوله تعالى وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وعدى هاهنا إلى الزمان اتساعا والمراد كل ما يمر عليه الليل والنهار أو من السكون والمعنى كل ما سكن فيهما وتحرك فاكتفى بأحد الضدين عن الاخر كما فى قوله تعالى سرابيل تقيكم الحر يعنى الحر والبرد وَهُوَ السَّمِيعُ لاصواتهم الْعَلِيمُ بأحوالهم وعيد للمشركين على أقوالهم وأفعالهم.
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا ناصرا ومعبودا استفهام لانكار اتخاذ غير اللّه وليالا لاتخاذ الولي ولذلك قدم المفعول الأول لاتخذ عليه وذكره متصلا بالهمزة فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أى خالقهما ومبدعهما والاضافة معنوية لأن فاطر بمعنى فطر ولذلك قرأ فطر فهو مجرور صفة للّه وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ أى يرزق المرزوقين ولا يرزق وتخصيص الطعام لشدة احتياج الناس إليه والجملة حال من اللّه والآية نزلت حين دعى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى دين ابائه قُلْ إِنِّي قرأ نافع بفتح الياء والباقون بالإسكان أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم سابق أمته فى الدين وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ معطوف على قل أو على أمرت بتقدير وقيل لى ان لا تكونن من المشركين قُلْ إِنِّي قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء والباقون بالإسكان.
أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي بان عبدت غيره عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ مبالغة فى قطع اطماعهم وتعريض بهم باستيجابهم العذاب بالكفر والعصيان اعترض الشرط بين الفعل والمفعول به وحذف جزاء الشرط لدلالة الجملة عليه يعنى انى أخاف عذاب يوم عظيم أى يوم القيامة ان عصيت ربى عذبنى يومئذ.
مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ويعقوب يصرف بفتح الياء وكسر الراء على البناء للفاعل والضمير عائد إلى ربى والمفعول به محذوف أو يومئذ بحذف المضاف واقامة المضاف إليه مقامه يعنى من يصرف ربى العذاب يومئذ أو عذاب يومئذ يعنى يوم القيامة والباقون بضم الياء وفتح الراء على البناء للمفعول والضمير عائد إلى العذاب يعنى من يصرف عنه العذاب يومئذ أو يكون مسندا إلى يومئذ بحذف المضاف أى عذاب يومئذ وحينئذ ويومئيذ « ١ » مبنى على الفتح فَقَدْ رَحِمَهُ اللّه حيث نجاه من العذاب و
_________
(١) لاكتسابه البناء من المضاف إليه ١٢ منه