ج ٣، ص : ٢٢٥
فزعموا انه ليس لك عندهم ذكر يعنى انهم كذبوا وخسروا أنفسهم حيث بدلوا منازلهم من الجنة ان أمنوا بمنازلهم من النار أخرج ابن ماجة والبيهقي بسند صحيح عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما منكم من أحد الا له منزلان منزل فى الجنة ومنزل فى النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى أولئك هم الوارثون قال البغوي إذا كان يوم القيامة جعل اللّه للمؤمنين منازل أهل النار فى الجنة ولاهل النار منازل أهل الجنة فى النار وذلك الخسران قلت كان مقتضى سياق الكلام الذين لا يؤمنون خسروا أنفسهم قلب الحمل مبالغة.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً يعنى ادعى الرسالة كاذبا وقال اوحى إلى ولم يوح إليه شىء أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ المنزلة فى القرآن والمعجزات الدالة على التوحيد وصدق الرسول يعنى لا أحد اظلم منه فهذه الآية بهذا التأويل لتنزيه النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الكذب وتنبيه الكافرين على كونهم اظلم الناس وجاز ان يكون المعنى من اظلم ممن افترى على اللّه كذبا وقال فيه ما لا يليق به من نسبة الولد أو الشريك وقال للحجارة هؤلاء شفعاءنا عند اللّه أو كذب باياته وكان المناسب على هذا التأويل العطف بالواو مكان أو لانهم قد جمعوا بين الامرين لكن ذكر كلمة أو تنبيها على ان كل واحد من الامرين بالغ غاية الافراط فى الظلم فكيف إذا اجتمعا وجاز ان يكون فى كلمة أو اشعارا بكون الامرين متناقضين مع كونهما قبيحا ومع ذلك جمع الكفار بين الامرين المتناقضين لفرط حماقتهم وجه التناقض ان الافتراء على اللّه ودعوى انه تعالى حرم كذا وأحل كذا واتخذ صاحبة وولدا ويقبل شفاعة الأصنام مثل دعوى الرسالة يزعمون وجوب قبوله بلا دليل وتكذيبهم الآيات والمعجزات وقولهم الرسول لا يكون بشرا بل لا بد ان يكون ملكا يشعر وجوب عدم قبول دعوى الرسالة مع قيام الادلة القاطعة إِنَّهُ أى الشان لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ فضلا عمن هو اظلم الناس لا أحد اظلم منه « ١ ».
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ يعنى الكفار وما عبدوه جَمِيعاً يعنى يوم القيامة قرأ يعقوب بالياء على الغيبة والضمير عائد إلى اللّه تعالى ووافقه حفص فى سبا والباقون بالنون على التكلم فى الموضعين والظرف معمول بفعل
_________
(١) شعر
واى بر قومى كه بت را سجده بي حجت كنند با رسل گويند ايتونا بسلطن مبين
. ١٢ منه


الصفحة التالية
Icon