ج ٣، ص : ٢٢٨
يجادلونك حال ويقول تفسير له وفى يقول الذين كفروا وضع المظهر موضع المضمر إِنْ هذا يعنى ما هذا القرآن إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ مقولة يقول فى القاموس السطر الصف من الشيء كالكتاب والشجر والخط والجمع اسطر وسطور واسطار وجمع الجمع أساطير والأساطير الأحاديث التي لا نظام لها وقال البيضاوي الأساطير الأباطيل قلت هذا لازم معناه الحقيقي فان المكتوب فى كتب قصص الأولين غالبا يكون أباطيل لعدم الاطلاع على ما سبق وعدم الاحتياط فى الرواية ويكون قصص الأولين غالبا لا نظام لها لاجل اختلاف الروايات ثم استعمل لفظ أساطير الأولين فى الأحاديث الباطلة الكاذبة حتى صار هو معناه الحقيقي المنقول اليه.
وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ قال ابن عباس نزلت الآية فى أبى طالب كان ينهى المشركين ان يؤذوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويتباعد عما جاء به فلا يؤمن به كذا أخرج الحاكم وغيره عنه وعلى هذا ضمير الجمع راجع إلى أبى طالب ومن يساعده وكذا أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن أبى هلال حيث قال نزلت فى عمومة النبي صلى اللّه عليه وسلم وكانوا عشرة فكانوا أشد الناس معه فى العلانية وأشد الناس عليه فى السر فمعنى الآية ينهون الناس عن إيذائه صلى اللّه عليه وسلم وينئون أى يتباعدون عن اتباعه قال البغوي انه روى انه اجتمع رؤس المشركين إلى أبى طالب وقالوا خذ شابا من أصبحنا وجها وادفع إلينا محمدا صلى اللّه عليه وسلم فقال أبو طالب ما أنصفتموني ادفع إليكم ولدي لتقتلوه واربى ولدكم وروى ان النبي صلى اللّه عليه وسلم دعاه إلى الإسلام فقال لو لا ان يعيرنى قريش لا قررت به عينك ولكن أذب عنك ما حييت وقال فيه أبياتا شعر
واللّه لن يصلوا إليك بجمعهم حتى اوسّد فى التراب دفينا
فاصدع بامرك ما عليك غضاضة وابشر وقر بذاك عنك عيونا
دعوتنى وعرفت انك ناصحى ولقد صدقت وكنت ثم أمينا
وعرضت دينا قد علمت بانه من خير أديان البرية دينا
لو لا الملامة أو حذار مسبة لوجدتنى سمحا بذاك مبينا
غضاضة الشباب نضارته وطراوته وقال محمد بن الحنفية والضحاك وقتادة نزلت فى كفار مكة ومعناه ينهون الناس