ج ٣، ص : ٢٤٢
بالغدوة والعشى يريدون وجهه فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقعد معنا بعدو وندنوا منه حتى كادت ركبتنا تمس ركبته فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيه قمنا وتركنا حتى يقوم وقال لنا الحمد للّه الذي لم يمتنى حتى أمرني ان اصبر مع قوم من أمتي معكم المحيي والممات وقال الكلبي قالوا له اجعل لنا يوما ولهم يوما قال لا افعل قالوا فاجعل المجلس واحدا فاقبل علينا وولّ ظهرك عليهم فانزل اللّه تعالى هذه الآية وروى ما ذكر البغوي عن سلمان وخباب وابن جرير وابن أبى حاتم وغيرهما عن خباب وزادوا ثم ذكر اللّه تعالى الأقرع وصاحبه فقال وكذلك فتنا بعضهم ببعض الآية قال ابن كثير هذا غريب فان الآية مكية والأقرع وعيينة انما أسلما بعد الهجرة بدهر وروى البغوي بسنده عن أبى سعيد الخدري جلست فى نفر من المهاجرين وان بعضهم ليستتر ببعض من العرى وقارئ يقرأ علينا إذ جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقام علينا فلما قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سكن القاري فسلم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال ما كنتم تصنعون
قلنا يا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان قاريا يقرأ علينا فكنا نسمع إلى كتاب اللّه تعالى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحمد للّه الذي جعل من أمتي من أمرني ان اصبر نفسى معهم ثم جلس وسطنا ليعدل نفسه فينا ثم قال بيده هكذا فتحلقوا وبرزت وجوههم له قال فما رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عرف منهم أحدا غيرى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ابشروا يا معاشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة يدخلون الجنة قبل اغنياء الناس بنصف يوم وذلك مقدار خمسمائة سنة وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال جاء عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومطعم بن عدى والحارث بن نوفل فى اشراف بنى عبد مناف من أهل الكفر إلى أبى طالب فقالوا لو ان ابن أخيك يطرد عنه هؤلاء الا عبد كان أعظم فى صدورنا وأطوع له عندنا واولى لاتباعنا إياه فكلم أبو طالب النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب لو فعلت ذلك حتى تنتظر ما الذي يريدون فانزل اللّه وانذر به الذين يخافون إلى قوله أليس اللّه بأعلم بالشاكرين وكانوا بلالا وعمار بن ياسر وسالما مولى أبى حذيفة وصبيحا مولى أسيد وابن مسعود والمقداد بن عبد اللّه وواقد ابن عبد اللّه الحنظلي وأشباههم فاقبل عمر فاعتذر من مقالته فنزل.
وَإِذا جاءَكَ