ج ٣، ص : ٢٥٣
وَلا شَفِيعٌ يدفع بالشفاعة وَإِنْ تَعْدِلْ تلك النفس كُلَّ عَدْلٍ العدل الفدية لانها تعادل المفدى أى ان تفد كل الفدية وكل منصوب على المصدرية لا يُؤْخَذْ مِنْها الفعل مسند إلى منها ولا ضمير فيه عائد إلى العدل لأنه هاهنا بمعنى المصدر دون المفعول فلا يسند إليه الاخذ بخلاف قوله تعالى لا يؤخذ منها عدل فان هناك بمعنى المفدى أُولئِكَ المشار إليه الَّذِينَ اتخذوا دينهم لعبا الذين أُبْسِلُوا أى حبسوا وسلموا إلى العذاب بِما كَسَبُوا من السيئات لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ ماء بالغ غاية الحرارة وَعَذابٌ أَلِيمٌ بالنار وغيرها بِما كانُوا يَكْفُرُونَ ع أى بسبب كفرهم جملة مستأنفة أو خبر بعد خبر لاولئك.
قُلْ أَنَدْعُوا أنعبد مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا أى عبدناه وَلا يَضُرُّنا ان لم نعبده ونكفر به يعنى لا يقدر على شىء من ذلك وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا يعنى نرجع إلى الشرك الذي كان الناس عليه فى الجاهلية عطف على ندعوا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ بالوحى فانقذنا من الشرك ورزقنا الإسلام كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ استفعال من هوى يهوى بمعنى ذهب قرأ حمزة استهواه بالألف مما لا على التذكير والباقون بالتاء على التأنيث نظرا إلى جمعية الفاعل والكاف فى محل النصب على المصدرية أو على الحالية يعنى ردا مثل رد الذي ذهب به الشياطين أو نرد مشبهين بالذي ذهب به الشياطين يعنى مردة الجن فِي الْأَرْضِ أى فى المفازة من الطريق إلى المهالك حَيْرانَ حال من مفعول استهوته أى ضالا متحير الا يدرى اين يذهب وكيف يصنع لَهُ أى بهذا المستهوى أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى أى إلى الطريق المستقيم سماه هدى تسمية للمفعول بالمصدر ائْتِنا تفسير ليدعونه بتقدير القول يعنى يقولون له ائتنا والمستهوى لا يجيبهم ولا يأتيهم وجملة له اصحاب فى محل النصب على الحالية من مفعول استهوته شبه اللّه سبحانه الضال عن طريق الإسلام والمسلمون يدعونه إلى الإسلام فلا يلتفت إليهم بالذي استهوته الغيلان فذهبوا به عن الطريق وأصحابه يدعونه إلى الطريق والاستفهام للانكار وجملة التشبيه حال من ضمير نرد قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ أى الإسلام هُوَ الْهُدى وما عداه ضلال وَأُمِرْنا منصوب المحل عطفا على محل ان هدى اللّه هو الهدى يعنى قل هذا القول وقل أمرنا لِنُسْلِمَ اللام بمعنى الباء أو زائدة والفعل بتأويل المصدر بان مقدوة