ج ٣، ص : ٢٦٨
بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ
فان من أمن بالاخرة خاف العاقبة ولا يزال الخوف يحمله على النظر والتفكر حتى يؤمن بالنبي والكتاب والضمير يحتملهما ويحافظ على الطاعات وخص الصلاة بالذكر لانها عماد الدين وفى الآية تعريض على اليهود انهم لم يؤمنوا بالقران ومحمد صلى اللّه عليه وسلم لاجل انهم لم يؤمنوا بالاخرة وبما جاء به موسى عليه السّلام للتلازم بين الايمان بالتورية والقران والقيامة.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى أى اختلق والفرية بالكسر الكذب عَلَى اللَّهِ كَذِباً منصوب على المصدرية مثل مالك بن الضيف القائل بانه ما انزل اللّه على بشر من شىء ومثل عمرو بن لحىّ واتباعه القائلين بان اللّه حرم الصوائب والحوامي وبان انعاما حرمت ظهورها وبان ما فى بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وان يكن ميتة فهم فيه شركاء أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ ءٌ قال البغوي قال قتادة نزلت فى مسيلمة الكذاب.....
وكان يسجع ويتكهن وادعى النبوة وزعم انه اوحى إليه وكذا أخرج ابن جرير عن عكرمة وكان قد أرسل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رسولين فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم أتشهدان ان مسيلمة نبى قالا نعم فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لو لا ان الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما روى البغوي بسنده عن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بينا انا نائم إذ أتيت مفاتيح خزائن الأرض فوضع فى يدى سواران من ذهب فكبرا علىّ فاهمانى فاوحى إلى ان انفخهما فنفختهما فذهبا فاولتهما الكذابين هما صاحب صنعاء وصاحب يمامة أراد بصاحب صنعاء الأسود العنسي وبصاحب يمامة مسيلمة الكذاب وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ قال البغوي نزلت فى عبد اللّه بن أبى سرج وكان قد اسلم وكان يكتب للنبى صلى اللّه عليه وسلم وكان إذا املى سميعا بصيرا كتب عليما حكيما وإذا قال عليما حكيما كتب غفورا رحيما فلما نزلت ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين املاها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعجب عبد اللّه من تفصيل خلق الإنسان فقال تبارك اللّه احسن الخالقين فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم اكتبها فهكذا نزلت فشك عبد اللّه وقال ان كان محمد صادقا لقد اوحى إلى كما اوحى إليه وان كان كاذبا فقد قلت مثل ما قال فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين وكذا أخرج ابن جرير عن عكرمة والسدى قصة تبارك الآية ذكر البغوي ثم رجع عبد اللّه