ج ٣، ص : ٢٧٦
دليل على ان الكفر والايمان كلا منهما بارادة اللّه تعالى وان مراده واجب الوقوع خلافا للمعتزلة وَما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً لاعمالهم رقيبا عليهم ماخوذا باجرامهم وقال عطاء ما جعلنك عليهم حفيظا تمنعهم من عذاب اللّه انها بعثت معلما وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ تقوم بامرهم قال ابن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فيسب الكفار اللّه تعالى فانزل اللّه
وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الآية قال البغوي قال ابن عباس لما نزلت انكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنم قال المشركون يا محمد لتنتهين عن سب الهتنا أو لتهجون ربك فنهيهم اللّه ان يسبوا أوثانهم وقال السدى لما حضرت أبا طالب الوفاة قالت قريش انطلقوا فلندخل على هذا الرجل فلنا مرنه ان ينهى عنا ابن أخيه فانا نستحيى ان نقتله بعد موته فيقول العرب كان يمنعه عمه فلما مات قتلوه فانطلق أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الحارث وامية وابى ابنا خلف وعقبة بن أبى معيط وعمرو بن العاص والأسود بن أبى البختري إلى أبى طالب فقالوا يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا وان محمدا قد اذانا والهتنا فتجب ان تدعوه وتنهاه عن ذلك وعن ذكر الهتنا ولندعنه والهه فدعاه فقال هولاء قومك تريد ان تدعنا والهتنا وندعك وإلهك وقد أنصفك قومك فاقبل منهم فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ارايتم ان أعطيتكم هذا هل أنتم معطى كلمة ان تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم العجم قال أبو جهل نعم وأبيك لنعطينكها وعشرة أمثالها قال فما هى قال قولوا لا اله الا اللّه فابوا وتفرقوا فقال أبو طالب قل غيرها يا ابن أخي قال يا عم ما انا بالذي أقول غيرها ولو أتوني بالشمس فوضعوها فى يدى فقالوا التكفن عن سب الهتنا أو لنشتمنك ونشتمن من يأمرك فانزل اللّه عز وجل ولا تسبوا الذين يدعون من دون اللّه يعنى لا تذكروا الأوثان بما فيها من القبائح فَيَسُبُّوا اللَّهَ منصوب على جواب النهى عَدْواً تجاوزا عن الحق إلى الباطل بِغَيْرِ عِلْمٍ أى على جهالة باللّه تعالى وبما يجب ان يذكر به وما هو منزه عنه فظاهر الآية وان كان نهيا عن سب الأصنام فحقيقة النهى عن سب اللّه تعالى لأنه سبب لذلك وفيه دليل على ان الطاعة إذا أدت إلى معصية راجحة وجب تركها لأن ما يودى إلى الشرشر كَذلِكَ أى تزئينا مثل تزئين سب اللّه للكافرين زَيَّنَّا
لِكُلِّ أُمَّةٍ مؤمنة وكافرة عَمَلَهُمْ من الخير والشر