ج ٣، ص : ٢٩٣
اى افترائهم أو ما يفترونه من الافك
وَقالُوا يعنى المشركين هذِهِ يعنى ما جعلوه للّه ولالهتهم من الحرث والانعام على ما مر أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ أى حرام مصدر بمعنى المفعول يستوى فيه الواحد والجمع والذكر والأنثى وقال مجاهد يعنى بالانعام البحيرة والسائبة والوصيلة والحام لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ يعنون خدم الأوثان والرجال دون النساء بِزَعْمِهِمْ من غير حجة وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها يعنى البحائر والسوائب والحوامي وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فى الذبح وانما يذكرون اسماء الأصنام وقال أبو وائل معناه لا يحجون عليها ولا يركبون لفعل الخير لأنه لما جرت العادة بذكر اسم اللّه على فعل الخير عبر عن فعل الخير بذكر اللّه افْتِراءً عَلَيْهِ نصب على المصدر من قالوا لأن ما قالوه تقولوا على اللّه والجار والمجرور متعلق لقالوا أو بمحذوف هو صفة له يعنى افتراء واقعا عليه أو منصوب على الحال يعنى قالوا ذلك مفترين أو على العلية يعنى للافتراء والجار والمجرور متعلق به أو بالمحذوف سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ أى بسبب افترائهم أو بمقابلة
وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ يعنى اجنة البحائر والسوائب ما ولد منها حيا خالِصَةٌ الخالص ما لا شوب فيه والهاء فيه للتاكيد والمبالغة وقال الكسائي خالص وخالصة واحد مثل وعظ وموعظة وقال الفراء ادخلت الهاء لتانيث الانعام لأن ما فى بطونها مثلها وقيل نظرا إلى المعنى فان معنى ما فى بطونها الاجنة والمراد به حلال خاصة لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا أى نسائنا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً قرأ ابن عامر وأبو جعفر وابن كثير ميتة بالرفع على الفاعلية على ان يكون تامة لكن المكي قرأ يكن بالياء التحتانية والآخران بالتاء الفوقانية لأن الفاعل مؤنث غير حقيقى أو لأن الميتة لفظه مؤنث ومعناه يعم الذكر والأنثى فجاز التذكير على التغليب والتأنيث على اللفظ والباقون ميتة بالنصب على الخبرية غير ان أبا بكر عن عاصم قرأ تكن بالتاء الفوقانية مع ان الضمير راجع إلى الموصول نظرا إلى تأنيث الخبر أو إلى المعنى فان ما فى بطونها هى الاجنة والباقون بالتحتانية نظرا إلى لفظ الموصول فَهُمْ أى الذكر والأنثى فِيهِ أى فى الميتة وذكر الضمير لأنه يعم الذكر والأنثى شُرَكاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ منصوب بنزع الخافض أى يوصفهم اللّه