ج ٣، ص : ٣٣٠
لفاطمة قومى فاشهدى أضحيتك فان لك باول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب اما انه يجاء بدمها ولحمها فيوضع فى ميزانك سبعين ضعفا قال أبو سعيد يا رسول اللّه هذا لال محمد خاصة فقال لال محمد وللمسلمين عامة وما أخرج البيهقي عن ابن مسعود موقوفا وابن حبان فى صحيحه عن أبى ذر مرفوعا وابن عساكر بسند ضعيف عن أبى هريرة انه قال عليه الصلاة والسلام من توضأ فمسح بثوب نضيف فلا بأس به ومن لم يفعل فهو أفضل لأن الوضوء يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن سعيد بن المسيب انه كره المنديل بعد الوضوء وقال هو يوزن وأخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال أعطيت ناقة فى سبيل اللّه فاردت ان اشترى من نسبها فسألت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال دعها لتاتى يوم القيامة هى وأولادها جميعا فى ميزانك وأخرج الذهبي عن عمران بن حصين قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ جمع موزون يعنى اعماله التي توزن والمراد بها حسناته كذا قال مجاهد فانها هى المقصود بوجودها أو هو جمع ميزان وعلى هذا أيضا المراد كفة الحسنات من ميزانه وعلى هذا التأويل تدل الآية على ان لكل أحد ميزان على حدة فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بالنجاة والثواب.
وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ أى اعماله الحسنة أو كفة حسناته وهذا وان كان يعم الكافر الذي لا حسنة له أصلا والمؤمن الذي ترجحت سياته على حسناته لكن المراد به هاهنا هم الكفار جريا على عادة القرآن غالبا حيث يذكر الكفار فى مقابلة الأبرار وقيل ذكر الذين خلطوا عملا صالحا واخر سيئا من المؤمنين فالكفارهم المحكوم عليهم بقوله تعالى فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بتضيع الفطرة السليمة التي فطر الناس عليها وارتكاب موجبات العذاب بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ فيكذبون بالآيات بدل التصديق وقد ذكرنا تفسير الآية وما يتعلق به فى سورة القارعة فى تفسير قوله تعالى فمن ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاويه فليرجع إليه قال أبو بكر الصديق رضى اللّه عنه حين حضره الموت فى وصيته لعمر بن الخطاب رضى اللّه عنه انما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق فى الدنيا


الصفحة التالية
Icon