ج ٣، ص : ٣٦٣
الحفظة بما حفظوا وكتبوا قال لهم انظروا هل بقي له من شىء فيقولون ما تركنا شيئا مما علمناه وحفظناه الا وقد أحصيناه وكتبناه فيقول اللّه تعالى ان له حسنا لا تعلمه وأخبرك به هو الذكر الخفي قلت وهذا الذكر هو الذي لا انقطاع لها ولا فتور فيها إِنَّهُ تعالى لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ قيل المعتدين فى الدعاء كمن سأل منازل الأنبياء أو الصعود إلى السماء أو دخول الجنة قبل ان يموت ونحو ذلك مما يستحيل عقلا أو عادة أو يسأل امور الا فائدة فيها معتدا بها روى البغوي بسنده من طريق أبى داود السجستاني عن أبى نعامة ان عبد اللّه بن مغفل يسمع ابنه يقول اللهم انى أسئلك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال يا بنىّ سل اللّه الجنة وتعوذ به من النار فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول انه سيكون فى هذه الامة قوم يعتدون فى الطهور والدعاء كذا روى ابن ماجة وابن حبان فى صحيحه وروى أبو يعلى فى مسنده من حديث سعد قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم سيكون قوم يعتدون فى الدعاء حسب المرأ ان يقول اللهم انى أسئلك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل قال أبو يعلى لا أدرى قوله وحسب المرأ ان يقول اللهم إلى آخره هو من قول سعد أو من قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال عطية هم الذين يدعون على المؤمنين ما لا يحل فيقولون اللهم العنهم اللهم العنهم والبالغ فى هذا الاعتداء الروافض الذين يلعنون الصحابة وبعض أهل البيت وقال ابن جريج الاعتداء رفع الصوت والنداء بالدعاء والصياح لما مر فى حديث أبى موسى قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم اربعوا على أنفسكم انكم لا تدعون أصم ولا غائبا قلت الاعتداء التجاوز عن حدود الشرع فيعم جميع اقسام الاعتداء منها ما ذكر ومنها غير ذلك نحو ان يدعو ما فيه ثم أو قطيعة رحم أو يقول دعوت فلم يستجب لى أو يدعوا اللّه
بأسماء لم يرد الشرع بها أو يدعو قائلا انه يستجاب له.
وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بالكفر والمعاصي والبغي والدعاء إلى غير طاعة اللّه بَعْدَ إِصْلاحِها أى إصلاح اللّه سبحانه إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة والدعاء إلى طاعة اللّه عز وجل وبالنهى عن الاعتداء فى الدعاء قال البغوي هذا معنى قول الحسن والسدى والضحاك والكلبي وقال عطية لا تعصوا فى الأرض فيمسك اللّه المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم فعلى هذا معنى قوله تعالى بعد إصلاح اللّه تعالى إياها بالمطر والخصب وَادْعُوهُ خَوْفاً أى خائفين من رد الدعاء لقصور أعمالكم وعدم استحقاقكم وَطَمَعاً أى طامعين فى الاجابة تفضلا وإحسانا لفرط رحمة إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ