ج ٣، ص : ٤١٩
الا عند مرحاض « ١ » أو حمام أو قبر واجعل السكينة فى قلوبكم وأجعلكم تقرءون التورية عن ظهور قلوبكم يقرأها الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير فقال ذلك موسى لقومه فقالوا لا نريد ان نصلى الا فى الكنائس ولا نستطيع ان تقرأ التورية عن ظهور قلوبنا ولا نريد ان نقرأها الا نظرا فقال اللّه تعالى فساكتبها للذين يتقون إلى قوله أولئك هم المفلحون فجعلها اللّه لهذه الامة فقال موسى عليه السلام يا رب اجعلنى نبيهم فقال نبيهم منهم قال رب اجعلنى منهم فقال انك لن تدركهم فقال موسى يا رب أتيتك بوفد بنى إسرائيل فجعلت وفادتنا لغيرنا فانزل اللّه تعالى ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون فرضى موسى وقول نوف هذا يابى عنه سياق الآية ومنطوقه فان قوله تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم فى التورية والإنجيل صريح فى ان الآية فى حق مومنى أهل الكتاب لا غير وكذا ما ذكر البغوي انه قال ابن عباس وقتادة وابن جريح انه لما نزلت ورحمتى وسعت كل شىء قال إبليس انا من ذلك الشيء فقال اللّه تعالى فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكوة والذين هم باياتنا يؤمنون فتمناها اليهود والنصارى وقالوا نحن نتقى ونوتى الزكوة ونومن فجعلها اللّه لهذه الامة حيث قال الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الآية فان مقتضى هذا القول ان الآية خطاب للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وسياق الآية يقتضى انها خطاب لموسى عليه السلام فى جواب دعائه وانما نزل على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم حكاية واللّه اعلم.
قُلْ يا محمد يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ الاضافة للعهد الخارجي يعنى الرسول النبي الأمي الذي مر ذكره وأخذ العهد على اتباعه إِلَيْكُمْ خطاب للناس كافة ولذلك اردفه بقوله جَمِيعاً حال من إليكم فان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم كان مبعوثا إلى الناس كافة بل إلى الجن والانس عامة وسائر الأنبياء إلى أقوامهم خاصة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لى الغنائم وجعلت لى الأرض مسجد أو طهورا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبوة رواه مسلم والترمذي عن أبى هريرة وروى الطبراني فى الكبير بسند صحيح عن السائب بن يزيد بلفظ فضلت على الأنبياء بخمس بعثت إلى الناس كافة وذخرت شفاعتى لامتى ونصرت بالرعب شهرا امامى وشهرا خلفى وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لى الغنائم ولم يحل لاحد قبلى وروى البيهقي بسند صحيح عن أبى امامة
_________
(١) مرحاض موضع بنيت للغائط والرحض الغسل وذلك موضع اغتسال ١٢


الصفحة التالية
Icon