ج ٤، ص : ٨
سألتنى وليس لى وانه قد صار لى وهو لك وروى البخاري في تاريخه عن سعد بن جبير ان سعدا ورجلا من الأنصار خرجا ينتفلان فوجدا سيفا ملقى فخرا عليه فقال سعد هو لى وقال الأنصاري هو لى لا أسلمه حتى اتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فاتياه فقص عليه القصة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ليس لك يا سعد ولا للانصارى فنزلت ويسألونك عن الأنفال الآية ثم نسخت هذه الآية بقوله تعالى واعلموا انما غنمتم من شىء فان للّه خمسه وللرسول ولذى القربى وروى ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس قال الأنفال المغانم كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم خالصة ليس لاحد منها شىء ما أصاب من سرايا المسلمين من شيء أتوه فمن حبس ابرة أو سلكا فهو غلول فسألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ان يعطيهم منها شيئا فانزل اللّه تعالى يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لى جعلتها لرسولى ليس لكم منها شيء فاتقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم إلى قوله ان كنتم مومنين ثم انزل اللّه واعلموا انما غنمتم من شىء الآية ثم قسم ذلك الخمس لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ولذى القربى واليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل اللّه وجعل اربعة أخماسه للناس فيه سواء للفرس سهمان ولصاحبه سهم وللراجل سهم قال محمد بن يوسف الصالحي في سبيل الرشاد ولما امر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ان يقسم الغنائم على السواء قال سعد ابن معاذ يا رسول اللّه أتعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تعطى الضعيف فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ثكلتك أمك وهل تنصرون الا بضعفائكم ونادى مناديه صلى اللّه عليه وسلّم من قتل قتيلا فله سلبه ومن اسر أسيرا فهو له كان يعطى من قتل قتيلا سلبه وروى سعيد بن منصور واحمد وابن المنذر وابن حبان والحاكم والبيهقي في السنن عن عبادة بن الصامت قال التقى الناس فهزم اللّه
العدو وانطلقت طائفة إلى آثارهم يأسرون ويقتلون واكبت طايفة على العسكر يجوزونه ويجمعونه وأحدقت طايفة برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وأفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم نحن جمعناها وحويناها فليس لاحد فيها نصيب وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق منا نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم