ج ٤، ص : ١٢
ويخبرهم ان محمدا قد عرض لها في أصحابه فخرج ضمضم سرعا إلى مكة وفعل ما امره به أبو سفيان (ذكر منام عاتكة) روى ابن إسحاق والحاكم والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس وموسى بن عقبة وابن إسحاق عن عروة والبيهقي عن ابن شهاب قالوا رات عاتكة بنت عبد المطلب فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم على قريش بثلث ليال رويا فاصبحت عاتكة فاعظمتها فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له يا أخي لقد رأيت رؤيا أفظعتني « ١ » ليدخلن على قريش منها شر وبلاء فقال وما هى قالت لن أحدثك حتى تعاهد في انك لا تذكرها فانهم ان يسمعوها آذونا واسمعونا ما لا نحب فعاهدها العباس فقالت رأيت ان رجلا اقبل على بعير فوق الأبطح فصاح بأعلى صوته انفروا يا آل عذر إلى مصارعكم في ثلث ثلث صيحات ما رأى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه ثم مثل به بعيره فإذا هو على راس الكعبة فصاح ثلث صيحات فقال انفروا « ٢ » يا ال « ٣ » عذر إلى مصارعكم في ثلث ثم ارى بعيره مثل على راس أبى قيس فقال انفروا يا آل عذر إلى مصارعكم في ثلث ثم أخذ صخرة عظيمة فنزعها من أصلها فارسلها من اصل الجبل فاقبلت الصخرة تهوى لها حس شديد حتى إذا كانت في أسفل « ٤ » ارفضت فما بقيت دار من دور قومك ولا بيث الا دخل فلقه فقال العباس واللّه ان هذه لرويا فاكتميها لئن بلغت هذه قريشا ليؤذوننا فخرج العباس من عندها فلقى الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد الشمس وكان صديقا له فذكرها له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لابيه عتبة فتحدث بها وفشى الحديث بمكة حتى تحدثت به قريش قال العباس فغدوت أطوف بالبيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برويا عاتكة فلما رانى قال يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فاقبل إلينا فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم فقال لى أبو جهل يا بنى عبد المطلب متى حدثت فيكم هذه النبية قلت وما ذاك قال رؤيا عاتكة قلت وما رأت قال يبنى عبد المطلب ما
رضيتم ان تنبأ رجالكم حتى تنبا نساءكم ولفظ ابن عقبة اما رضيتم يا بنى هاشم يكذب الرجال حتى جئتم بكذب النساء انا كنا وآباؤكم كفرسى « ٥ » رهان فاستبقنا المجد منه فلما تحاكت الركب قلتم منا نبى فما بقي الا ان تقولوا منا نبية فما اعلم في قريش أهل بيت أكذب امرأة ولا رجلا منكم وآذاه أشد الاذاء قد زعمت عاتكة
_________
(١) أفظعتني على يقال فظع الأمر فظاعة فهو فظع إلى شديد شنيع حادر المقدر ١٢
(٢) انفروا سارعو
(٣) غذر بضم العين معدول عن عافد القدر ترك الوفاء ١٢ [.....]
(٤) ارفضت تقطعت ١٢
(٥) أى يتساقان إلى غدر -