ج ٤، ص : ٢٠
من فيهم من الاشراف قالا عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل ابن خويلد والحارث بن عامر وطعيمة بن عدى والنضر بن الحارث وربيعة الأسود وأبو جهل بن هشام وامية بن خلف ونبيه ومنهه ابنا الحجاج وسهل بن عمرو وعمرو بن عبد ود فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم هذه مكة قد القت إليكم أفلاذ « ١ » كبدها قال ابن عابد وكان مسيرهم وإقامتهم حتى بلغوا الجحفة عشر ليال وكان بسيس بن عمرو وعدى بن أبى الزغباء قد مضيا إلى بدر فاناخا إلى تل قريب من الماء ثم أخذ اشنانهما « ٢ » يستقيان فيه ومجدى بن عمر الجهني على الماء فسمع عدى وبسبس جاريتين من جوار الحاضر « ٣ » يتلازمان على الماء والملزومة تقول بصاحبتها انما يأتي العير غدا أو بعد غد فاعمل لهم ثم أعطيك الذي لك قال مجدى صدقت وسمع ذلك عدى وبسبس فجلسا على بعيرهما ثم انطلقا حتى أتيا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فاخبراه بما سمعا قال ابن إسحاق وغيره واقبل أبو سفيان بالعير وقد خاف خوفا شديدا حين دنوا المدينة واستبطأ ضمضم بن عمرو النضير حتى ورد بدرا وهو خائف وتقدم أبو سفيان امام العير حذرا حتى ورد الماء فرأى مجدى بن عمرو الجهني فقال له هل أحسست أحدا قال ما رايت أحدا أنكره الا انى رايت راكبين يعنى بسبسا وعديا قد أناخا إلى هذا التل ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا فأتى أبو سفيان إلى مناخنهما فأخذ من ابعار بعيرهما ففته فإذا فيه النوى فقال هذه واللّه علائف يثرب فرجع إلى أصحابه سريعا فضرب وجه عيره عن الطريق فساحل « ٤ » بها وترك بدرا بيسار وانطلق واسرع فسار ليلا ونهارا فرقا من الطلب فلما رأى أبو سفيان انه قد احرز عيره أرسل إلى قريش قيس بن أمراء القيس انما خرجتم لتمتنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم وقد نجاها اللّه تعالى فارجعوا فاتاهم الخبر وهم بالجحفة فقال أبو جهل واللّه لا نرجع حتى نرد بدرا وكان بدرا موسما
من مواسم العرب يجتمع لهم به سوق كل عام فنقيم عليه ثلثا فننحر الجزور ونطعم الطعام ونسقى الخمر وتعزف « ٥ » علينا القينات ويسمع بنا العرب وبمسيرنا فلا يزالون يهابوننا ابدا بعدها وكره
_________
(١) جمع فلذ وهى القطعة يعنى صميم قريش ولبابها ١٢
(٢) الشن القربة ١٢ [.....]
(٣) الحاضر القوم النزول على ماء يقيمون عليه ولا يرحلون ١٢
(٤) فساحل يعنى سلك طريق ساحل البحر ١٢
(٥) تعزف يعنى تلعب بالمعازف أى الملاهي ١٢