ج ٤، ص : ٢٢
يصلى « ١ » تحت شجرة حتى أصبح وكانت ليلة الجمعة وبين الفريقين فوز « ٢ » من الرمل وبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم عمار بن ياسر وعبد اللّه بن مسعود فاطافا بالقوم ورجعا فاخبر ان القوم مذعورون وان السماء تسيح عليهم وساد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم عشاء يبادرهم الماء فسبقهم إليه ومنعهم من السبق إليه المطر حتى جاء ادنى ماء من بدر فنزل به فقال الحباب ابن المنذر بن الجموح فيما رواه ابن إسحاق يا رسول اللّه ارايت هذا لمنزل أمنزل نزلكه اللّه ليس لنا ان نتقدمه ولا نتاخر عنه أم هو الرأي والمكيدة قال بل الرأي والحرب والمكيدة قال يا رسول اللّه ليس هذا بمنزل فانهض بالناس حتى تأتي ادنى ماء من القوم فتنزله ثم نغور « ٣ » ما وراه من القليب ثم نبنى عليه حوضا فنملاه ماء فنشرب ولا يشربون فقال صلى اللّه عليه وسلّم لقد أشرت بالرأى وذكر ابن سعد ان جبرئيل نزل على النبي صلى اللّه عليه وسلّم فقال الرأي ما أشار به الحباب فنهض صلى اللّه عليه وسلّم ومن معه من الناس حتى إذا اتى ادنى ماء من القوم نزل عليه نصف الليل ثم امر بالقليب فغورت وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه فملى ماءا ثم قذفوا فيه الآنية فقال سعد بن معاذ يا رسول اللّه الا نبنى لك عريشا « ٤ » تكون فيه ونعد عندك ركائيك ثم نلقى عدونا فان أظهرنا اللّه على عدونا كان ذلك ما أحبنا وانكانت الاخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن ورأينا فقد تخلف عنك أقوام يا نبى اللّه ما نحن أشد لك حيا منهم ولو ظنو انك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعك اللّه عز وجل بهم يناصحونك ويجاهدون معك فأثنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم خيرا ودعا له ثم بنى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم عريشا على تل مشرف على المعركة فكان فيه هو وأبو بكر وليس معهما غيرهما وقام سعد ابن معاذ على بابه متوشحا بالسيف ومشى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم في موضع المعركة وجعل
يشير بيده هذا مصرع فلان هذا مصرع فلان إنشاء اللّه فما تعدى منهم أحد موضع إشارته رواه أحمد ومسلم وغيرهما وروى الطبراني عن رافع بن خديج
_________
(١) يصلى تحت شجرة حتى أصبح وكانت ليلة الجمعة وبين الفريقين فوز ما في الرمل وبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ١٢
(٢) الفوز العالي في الرمل كانة جبل ١٢
(٣) نغور من رواية بغين معجمة فمعناة ندهنه وندفنه ومن رواه بالمهملة فمعناه فقد ١٢
(٤) العريش شبهه الخيمة يستظل به ١٢


الصفحة التالية
Icon