ج ٤، ص : ٢٦
حتى استووا ودفع رايته إلى مصعب بن عمير فتقدم حيث امره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ان يضعها ووقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ينظر إلى الصفوف فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه واقبل المشركون فاستقبلوا الشمس ونزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم بالعدوة الشامية ونزلوا بالعدوة اليمانية ولما عدل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم الصفوف تقدم سواد بن غزية امام الصف فدفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم في بطنه وقال استويا سواد قال يا رسول اللّه أوجعتني والذي بعثك بالحق نبيا أقدني فكشف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم عن بطنه قال استقد فاعتنقه وقبله فقال ما حملك على ما ضعت قال حضر من امر اللّه ما قد ترى وخشيت ان اقتل فاردت ان أكون اخر عهدى بك وحينئذ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم إذا كثبوكم فارموهم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم كذا روى أبو داود عن أبى أسيد وخطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فحمد اللّه واثنى عليه واحث الناس على الصبر في القتال وابتغاء وجه اللّه وتعتبب قريش للقتال والشيطان لا يفارقهم فثبت المسلمون على صفهم وشد عليهم عامر بن الحضرمي فكان أول من خرج من المسلمين مهيجع بن عايش مولى عمر بن الخطاب فقتله ابن الحضرمي وكان أول قتيل من الأنصار حارثة بن سراقة قتله حيان بن عرفة وخرج عتبة بن ربيعة بن أخيه شيبة وابنه الوليد ودعوا لى المبارزة فخرج ثلثة من الأنصار عوذ ومعوذا بنا الحارث وأمها العفراء وعبد اللّه بن رواحة فقالوا اكفاء كرام ما لنا بكم حاجة ثم نادوا يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قم يا عبيدة بن الحارث قم يا حمزة قم يا على فاما حمزة فلم يمهل شيبة ان قتله واما على فلم يمهل الوليد ان قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما اثبت صاحبه فكر حمزة وعلى بأسيافهما على عتبة فذففا عليه و
احتملا صاحبه وفي الصحيحين ان فيهم نزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم في سورة الحج قال ابن إسحاق ثم رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم إلى العريش ومعه أبو بكر وليس معه غيره ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يناشدد به عز وجل ما وعده من النصر يقول فيما يقول اللهم ان تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد في الأرض