ج ٤، ص : ٣٤
سعد عن حويطب بن عبد العزى قال شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عيرا رأيت الملئكة تقتل وتاسر بين السماء والأرض وروى محمد بن عمر الأسلمي والبيهقي عن أبى بردة بن يناد رضى الله عنه قال جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بثلاثة رؤس فقلت يا رسول اللّه اما راسان فقتلتهما واما الثالث فانى رأيت رجلا ابيض طويلا ضربه فاخذت رأسه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذاك فلان من الملئكة وروى ابن سعد عن عكرمة قال كان يومئذ يندر رأس الرجل الا يدرى من ضربه وتندر يد رجل لا يدرى من ضربه وروى ابن إسحاق والبيهقي عن أبى واقد الليثي قال انى لا تبع يوم بدر رجلا من المشركين لا ضربه فوقع راسه قبل ان يصل إليه سيفى فعرفت ان غيرى قتله وروى البيهقي عن خارجة بن ابراهيم قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لجبرئيل من القائل يوم بدر من الملئكة اقدم حيزوم فقال جبرئيل ما كل أهل السماء اعرف وروى ابن إسحاق عن أبى رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت وأسلمت أم الفضل وأسلمت وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم وكان يكتم إسلامه وكان ذا مال كثير متفرق فى قومه وكان أبو لهب عدو اللّه قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحابه بل ركبه « ١ » اللّه وأخزاه فوجدنا فى أنفسنا قوة وعزة وكنت رجلا ضعيفا وكنت اعمل القداح وأنحتها فى حجرة زمزم فو اللّه انى لجالس انحت القداح وعندى أم الفضل جالسة إذ اقبل الفاسق أبو لهب يجر رجليسه حتى جلس على طنب « ٢ » الحجرة وكان ظهره إلى ظهرى فبينا هو جالس إذ قال الناس هذا أبو سفيان بن الحارث بن
عبد المطلب قد قدم فقال أبو لهب الىّ ابن أخي فعندك الخبر فجلس إليه والناس قيام عليه فقال أخبرني ابن أخي كيف كان امر الناس فقال لا شىء واللّه ان كان الا ان لقيناهم فمحناهم « ٣ » أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاء وايم اللّه مع ذلك ما ملت الناس لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض لا واللّه ما تليق شيئا ولا يقوم لها شيء قال أبو رافع فرفعت طنب الحجرة بيدي ثم قلت تلك واللّه الملئكة قال فرفع
_________
(١) أى اذله ١٢.
(٢) الطنب حبل الخباء وطرف الحجرة ١٢
(٣) فمحناهم أعطيناهم ١٢