ج ٤، ص : ٥١
من المغانم أحلها لكم ولم يحلها لاحد قبلكم لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦) وقيل الخطاب للعرب كافة فانهم كانوا أذلاء في أيدي فارس والروم كانوا جميعا معادين لهم متضادين فجعل لهم اللّه ماوى يتحصنون به عن أعدائهم يعنى جوار نبيه صلى اللّه عليه وسلّم وأيدهم بنصره على جميع أهل الملل واللّه اعلم روى سعيد بن منصور وغيره عن عبد اللّه بن أبى قتادة وذكره البغوي ان النبي صلى اللّه عليه وسلّم حاصر بنى قريظة احدى وعشرين ليلة فسالوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بنى النضير على ان يسيروا إلى إخوانهم إلى أذرعات وأريحا من ارض الشام فابى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ان يعطيهم ذلك الا ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فابوا وقالوا أرسل إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر وكان مناصحا لهم لأن ماله وعياله وولده كانت فيهم فبعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فاتاهم فقالوا يا أبا لبابة ما ترى انزل على حكم سعد بن معاذ فاشار أبو لبابته إلى حلقه انه الذبح فلا تفعلوا وذكر في سبيل الرشاد انه أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أبا لبابته فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه فرّق لهم فقال كعب ابن اسد يا أبا لبابته انا قد اخترناك على غيرك ان محمدا أبى الا ان ننزل على حكمه يعنى حكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم افترى ان ننزل على حكمه قال نعم وأشار بيده إلى حلقه انه الذبح قال أبو لبابته واللّه ما زالت قدماى مكانهما حتى عرفت انى قد خنت اللّه ورسوله فندمت فاسترجعت وان لحيتى لمبنلة من الدموع والناس ينتظرون رجوعه إليهم حتى أخذت من وراء الحصن طريقا اخرى حتى جئت إلى المسجد ولم ات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فارتبطت إلى اسطوانة المخلفة التي يقال لها اسطوانة التوبة وقلت لا أبرح من مكانى حتى أموت أو يتوب اللّه علىّ قال
البغوي قال واللّه لا انحل ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب اللّه عليّ فلما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم خبره قال اما لو جاءنى لاستغفرت له فاما إذا فعل ما فعل فانى لا أطلقه حتى يتوب اللّه عليه فمكث سبعة ايام لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم تاب اللّه


الصفحة التالية
Icon