ج ٤، ص : ٦٢
من عندك فامطر علينا حجارة من السماء فلما امسوا ندموا على ما قالوا فقالوا غفرانك اللهم فقال اللّه سبحانه وما كان اللّه ليعذبهم وهم يستغفرون إلى قوله لا يعلمون وقال قتادة والسدى معنى ما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون ان لو استغفروا لم يعذبهم اللّه لكنهم لم يستغفروا ولو أقروا بالذنب واستغفروا لكانوا مؤمنين نظيره قوله تعالى ما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون وقيل معنى الآية ان اللّه تعالى يدعوهم إلى الإسلام ومصاحبة الرسول والاستغفار بهذا الكلام كالرجل يقول لغيره لا أعاقبك وأنت تطيعنى أى أطعني حتى لا أعاقبك وقال مجاهد وعكرمة وهم يستغفرون أى يسلمون يقول لو اسلموا ما عذبوا وروى الوالبي عن ابن عباس ان معناه وفيهم من سبق له من اللّه انه يومن ويستغفر وذلك مثل أبى سفيان بن حرب وصفوان ابن امية وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو حكيم بن حزام وغيرهم وروى عبد الوهاب عن مجاهد وهم يستغفرون يعنى وفي أصلابهم من يستغفر وقيل أراد بالعذاب في قوله تعالى وما كان اللّه ليعذبهم عذاب استيصال وفي قوله تعالى وما لهم ان لا يعذبهم اللّه العذاب بالسيف وقيل أراد بنفي العذاب عذاب استيصال في الدنيا وبوقوع العذاب عذاب الاخرة وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ قال الحسن كان المشركون يقولون نحن اولياء المسجد الحرام
فنصد من نشاء وندخل من نشاء فرد اللّه عليهم بقوله وما كانوا أولياءه أى اولياء البيت إِنْ أَوْلِياؤُهُ أى البيت إِلَّا الْمُتَّقُونَ من الشرك الذين لا يعبدون فيه غير اللّه وقيل الضمير للّه تعالى وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٤) ان لا ولاية لهم عليه كأنَّه نبه بالأكثر ان منهم من يعلم ذلك ويعاند أو أراد بالأكثر الكل كما يراد بالقلة العدم « ١ ».
وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ أى دعائهم أو ما يسمونه صلوة إِلَّا مُكاءً قال ابن عباس والحسن المكاء الصفير
_________
(١) عن رفاعة بن رافع ان النبي صلى اللّه عليه وسلّم قال لعمر رضى اللّه تعالى عنه اجمع لى قومك فجمعهم فلما حصروا باب النبي صلى اللّه عليه وسلّم دخل عمر عليه قد جمعت الان قومى فسمع ذلك الأنصار فقالو قد لزل في قريش الوحى فجاء من المتمع والناظر ما يقال لهم خرج النبي صلى اللّه عليه وسلّم فقام بين أظهرهم فقال هل فيكم من غيركم قالوا نعم حليفنا وابن اختينا وموالينا قال النبي صلى اللّه عليه وسلّم حليفنا منا وابن أختنا منها وموالينا منا وأنتم تسمعون ان أوليائي الا المتقون فانكنتم أولئك فذاك والا فانظروا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة ويأتون الأثقال فيعرض عنكم ١٢ -


الصفحة التالية
Icon