ج ٤، ص : ٦٦
صلى اللّه عليه وسلّم يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر الا ادخله اللّه كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل اما يعزهم اللّه فيجعلهم أهلها أو يذلهم فيدينون لها فيكون الدين كله لله رواه أحمد ومعنى قوله عليه السلام فيدينون لها أى يطيعون لاحكامها ويكونون من أهل الذمة فَإِنِ انْتَهَوْا عن الكفر واسلموا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) فيجازيهم على حسب أعمالهم عن ابن عمر رضى اللّه عنهما قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكوة فإذا فعلوا ذلك عصم منى دمائهم وأموالهم الا بحق الإسلام وحسابهم على اللّه تعالى متفق عليه الا ان مسلم الم يذكر الا بحق الإسلام ورواه اصحاب الكتب الستة عن أبى هريرة قال السيوطي حديث متواترا والمعنى انتهوا عن القتال اما بالإسلام أو بإعطاء الجزية فان اللّه بما يعملون بصير يعنى لا تقاتلوهم أنتم لكن اللّه يجازيهم على إسلامهم وكفرهم وأعمالهم الحسنة والسيئة وعن يعقوب انه قرأ تعملون بالتاء على الخطاب للمؤمنين يعنى اعملوا بهم ما تعاملون بالمؤمنين ولا تظلموهم فان اللّه يجازيكم على حسب أعمالكم عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم عن آبائهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال الا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فانا حجيجه يوم القيامة رواه أبو داود هذا التأويل لقراءة يعقوب يصح على كلا التقديرين سواء كان المراد بالانتهاء الانتهاء عن الكفر بالإسلام أو الانتهاء عن القتال بأحد الامرين اما بالإسلام أو بإعطائه الجزية وقال البيضاوي تاويل قراءة يعقوب ان اللّه بما تعملون أيها المؤمنون من الجهاد والدعوة إلى الإسلام والإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الايمان يصير يجازيكم
ويكون تعليقه بالانتهاء دلالة على انه كما يستدعى اثابتهم للمباشرة يستدعى اثابة مقاتليهم بالتسبيب وهذا التأويل يختص بما إذا كان الانتهاء بمعنى الانتهاء من الكفر ومع ذلك بعيد جدا فان قوله بما تعملون يعم الحسنة والسيّئة واللّه اعلم.
وَإِنْ تَوَلَّوْا عن الإسلام ولم ينتهو عن الكفر أو تولوا عن الانقياد ولم ينتهوا عن القتال فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ ناصركم فثقوا به وقاتلوا