ج ٤، ص : ١٠٧
والممد به والرامي به في سبيل اللّه وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ يعنى ربط الخيل واقتناءها للغزو فهو مصدر سمى به قال البيضاوي هو اسم للخيل الذي يربط في سبيل اللّه مصدر سمى به يقال ربط ربطا ورباطا ورابط مرابطة ورباطا أو فعال بمعنى مفعول أو جمع ربيط كفصيل وفصال وعطفها على القوة كعطف جبرئيل وميكائيل على الملئكة عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم البركة في نواصى الخيل متفق عليه وعن جرير بن عبد اللّه قال رايت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يلوى ناصية فرس بإصبعه وهو يقول الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الاجر والغنيمة رواه مسلم ورواه البغوي من طريق البخاري من حديث عروة البارقي وعن أبى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من احتبس فرسا في سبيل اللّه ايمانا باللّه وتصديقا بوعده فان شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة رواه البخاري وعن أبى هريرة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال الخيل ثلثة هى لرجل وزر ولرجل ستر ولرجل اجر فأما التي هى له وزر فرجل ربطها رياء وفخر أو نواء على أهل الإسلام فهى له وزر وأما التي هى له ستر فرجل ربطها في سبيل اللّه ثم لم ينس حق اللّه في ظهورها ولا في رقابها فهى له ستر واما التي هى له اجر فرجل ربطها في سبيل اللّه لاهل الإسلام في مرج « ١ » وروضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء الا كتب له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا يقطع طولها « ٢ » فاستنت « ٣ » شرفا أو شرفين الا كتب له عدد اثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على هر فشربت منه ويريد ان يسقيها الا كتب اللّه له عدد ما شربت حسنات رواه مسلم وفي رواية بلغوى في
الصنف الثاني رجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس
حق اللّه في رقابها ولا ظهورها فهى لذلك ستر وعن أبى وهب الجشمي قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ارتبطوا الخيل وامسحوا لنواصيها واعجازها أو قال اكفالها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار رواه أبو داود والنسائي تُرْهِبُونَ بِهِ أى تخوفون به وعن يعقوب ترهبون
_________
(١) المرج الأرض الواسعة ذات نبات كثير تمرج فيه الدواب أى يخلى تسرح مختلطة واصل المرج الاختلاط ١٢ نهاية
(٢) الطول الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في الوتد أو غيره والطرف الاخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب بوجهه ١٢
(٣) أسنتت شرفا أو شرفين أى عدت شوطا أو شوطين واشرف العلو وإمكان المرتفع ١٢


الصفحة التالية
Icon