ج ٤، ص : ١١٨
رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لو نزل عذاب من السماء ما نجا منه غير عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ وروى ابن أبى شيبة والترمذي وحسنه والنسائي وابن سعد وابن جرير وابن حبان والبيهقي عن على رضى اللّه عنه قال جاء جبرئيل إلى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال يا محمد ان اللّه تعالى قد كره ما صنع قومك في أخذهم « ١ » فدآء الأسرى وقد أمرك ان تخيرهم بين أمرين اما ان يقدموا فيضرب أعناقهم وبين ان يأخذوا منهم الفداء على ان يقتل منهم عدتهم فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الناس فذكرهم ذلك فقالوا يا رسول اللّه عشائرنا وإخواننا نأخذ منهم الفداء فنتقوى به على قتال عدونا ويستشهد منا عدتهم فليس ذلك ما نكره قال البغوي روى انه لما نزلت الآية السابقة كف اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أيديهم عما أخذوا من الفداء فنزل.
فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ الفاء للتسبيب والسّبب محذوف تقديره ابحت لكم الغنائم فكلوا حَلالًا حال من المغنوم أو صفة للمصدر أى أكلا حللا وفائدته ازاحة ما وقع في نفوسهم منه بسبب المعاتبة ولذلك وصفه بقوله طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ في مخالفته إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٩) أباح لكم ما أخذتم من الفداء والمغنم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فضلت على الأنبياء بست وذكر فيه وأحلت لى الغنائم رواه الترمذي عن أبى هريرة وروى الطبراني بسند صحيح عن السائب بن يزيد فضلت على الأنبياء يخس وفيه وأحلت لى الغنائم ولم تحل لاحد قبلى والبيهقي عن أبى امامة بسند صحيح نحوه غير انه قال فضلت بأربع والطبراني عن أبى الدرداء نحوه وروى البغوي
_________
(١) قال القاضي أبو الفضل عياض رحمه اللّه انهم لم يفعلوا إلا ما اذن لهم لكن بعضهم مال إلى أضعف الوجهين مما كان الأصح غيره من الإثخان والقتل فعوتبوا على ذلك يعنى ترك الاولى وبين لهم ضعف احسارهم وتصويب احسار غيرهم وكلهم غير عصاة والى نحو هذا أشار الطبري وقوله عليه السلام في هذه القصة لو نزل من السماء عذاب ما نجا منه الا عمر اشارة إلى هذا من تصويب رايه وراى من مثله يعنى هذه القصة أوجبت عذابا نجا منه عمر ومثله وعنى عمر لأنه أول من أشار بقتلهم ولكن لا يقدر عليهم في ذلك عذابا بحله لهم فيما سبق قال الداودي والخبر بهذا لا يثبت ولو ثبت لما جاز ان يظن ان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم حكم مما لا نص فيه ولا جعل الأمر اللّه وقد نزهه اللّه عن ذلك هذا الحديث دليل على نافلة ١٢.