ج ٤، ص : ١٢٤
المهاجرين أهل الهجرة الاولى وهم الذين هاجروا قبل الحديبية ومنهم من كان ذا الهجرتين الهجرة إلى الحبشة والهجرة إلى المدينة منهم عثمان وجعفر الطيار وغيرهم وكان بعضهم أهل الهجرة الثانية وهم الذين هاجروا بعد صلح الحديبية قبل فتح مكة والمراد بالآية الاولى أهل الهجرة الاولى لفضلهم ثم الحق بهم أهل الهجرة الثانية فقال.
وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ أى بعد صلح الحديبية وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ وكذا من ايتسم بسمتهم فَأُولئِكَ مِنْكُمْ أيها المهاجرون الأولون والأنصار يعنى من جملتكم ومن جنسكم يتولى بعضكم بعضا ويرث بعضكم بعضا وَأُولُوا الْأَرْحامِ من المؤمنين بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ من الأجانب في التوارث وصلة الرحم وهذا لا ينافي ما سبق والمعنى ان المؤمن إن كان له ذا رحم فهو اولى به من سائر المؤمنين في التوارث فان كان له ذا رحم الذين ذكر اللّه تعالى في سورة النساء فهو اولى من غيره يعطى له الميراث على ما أوصله اللّه تعالى في كتابه وان لم يكن منهم أحد وكان ذو رحم من غيرهم فهو اولى من الأجانب بهذا الآية وبقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم الخال وارث من لا وارث له وقد ذكرنا الحديث في سورة النساء فهذه الآية حجة على الشافعي حيث قال يوضع ماله في بيت المال ان لم يكن للميت ذا فرض ولا عصبة ولا يرث غيرهم من ذوى الأرحام وقدم المسألة في سورة النساء والمؤمن ان لم يكن له أحد من اولى الأرحام مؤمنا فاوليائه جماعة المؤمنين بما سبق من الآية الاولى فيوضع ماله في بيت المال لجماعة المسلمين فِي كِتابِ اللَّهِ يعنى في حكم اللّه وقسمته أو في اللوح المحفوظ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ (٧٥) ومنها المواريث والحكمة في اناطتها بالقرابة والإسلام والنكاح والولاء واللّه اعلم تمت تفسير سورة الأنفال من التفسير المظهرى ويتلوه إنشاء اللّه تعالى تفسير سورة البراءة.