ج ٤، ص : ١٣٦
يوم النحر في حجة الوداع قبل وفاته بثمانين يوما ان الزمان استدار كهيئة يوم خلق السّموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان الحديث رواه الشيخان في الصحيحين من حديث أبى بكرة ويحتمل ان يكون جواز حصار الطائف في ذى القعدة مختصا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم أبيح له القتال فيها كما أبيح له القتال في الحرم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم فتح مكة ان هذا البلد حرمه اللّه يوم خلق السّموات والأرض فهو حرام بحرمة اللّه إلى يوم القيامة وانه لم يحل القتال لاحد قبلى ولم يحل لى الا ساعة من نهار الحديث متفق عليه من حديث ابن عباس وفي الصحيحين من حديث أبى شريح العدوى فان أحد ترخص بقتال رسول اللّه فيها فقولوا له ان اللّه قد اذن لرسوله ولم يأذن لكم وانما اذن لى فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس - (قصّة) لما نزلت هذه في شوال سنة تسع بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليا ليقرأها على الناس في الموسم روى النسائي عن جابر انه صلى اللّه عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج فاقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب « ١ » بالصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره ووقف عن التكبير فقال هذه رغوة ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الجدعاء لقد بد الرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الحج فلعله ان يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنصلى معه فإذا على عليها فقال له أبو بكر امير أم رسول قال لا بل رسول أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ببراءة اقرأها على الناس في مواقف الحج « ٢ » فقدمنا مكة فلما كان قبل يوم التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام على فقرأ على
_________
(١) تثويب الصلاة خير من النوم گفتن در أذان فجر ١٢.
(٢) عن عروة قال بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبا بكر أميرا على الناس سنة تسع وكتب سنن الحج وبعث معه على بن أبى طالب بآيات من براءة فامره ان يوذن بمكة وبمنى وبعرفات والمشاعر كلها بانه بريت ذمة اللّه وذمة رسوله من كل مشرك حج بعد العام أو طاف بالبيت عريانا وأجل من كان بينه وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عهد اربعة أشهر رسار على راحلة والناس كلهم يقرأ عليهم القرآن براءة من اللّه ورسوله وقرأ عليهم يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وأخرج الترمذي عن أنس قال بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم ببراءة مع أبى ثم دعاه فقال لا ينبغى لاحد ان يبلغ هذا الا رجل من أهلي فدعا عليا فاعطاه إياها وعن سعد بن أبى قاص ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة ثم بعث عليا على اثره فاخذنا منه وقال أبو بكر وجد في نفسه قال النبي صلى اللّه عليه وسلم يا أبا بكر لا يودى عنى الا انا أو رجل منى ١٢.


الصفحة التالية
Icon