ج ٤، ص : ١٥١
وابن ماجه عن أبى الدرداء ورواه مالك موقوفا على أبى الدرداء وعن أبى سعيد ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سئل أى العباد أفضل وارفع درجة عند اللّه يوم القيامة قال الذاكرون اللّه كثيرا والذاكرات قيل يا رسول اللّه ومن الغازي في سبيل اللّه قال لو ضرب بسيفه في الكفار حتى ينكسر أو يختضب دما فان الذاكر للّه أفضل منه درجة رواه أحمد والترمذي وقال حديث غريب واللّه اعلم لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ تقرير لعدم المشابهة وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٩) هذا يؤيد قول من قال ان المراد عدم الاستواء بين فعل المؤمنين من الايمان والجهاد وفعل المشركين من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام والمعنى واللّه لا يهدى القوم الظالمين بالشرك فكيف يساوون الذين هديهم اللّه ووفقهم للحق والصواب وقيل المراد بالظلمين الذين يحكمون بالمساواة بينهم وبين المؤمنين واللّه اعلم (قصّه استقاء من زمزم) روى البخاري وغيره عن ابن عباس ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى فقال العباس يا فضل اذهب إلى أمك فان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشراب من عندها فقال اسقني فقال يا رسول اللّه انهم يجعلون أيديهم فيه قال اسقني فشرب منه ثم اتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال اعملوا فانكم على عمل صالح ثم قال لو لا ان تغلبوا لنزلت حتى اصنع الحبل على هذه وأشار إلى عاتقه وروى مسلم عن بكر بن عبد اللّه المزني قال كنت جالسا مع ابن عباس رضى اللّه عنهما عند الكعبة فاتاه أعرابي فقال مالى ارى بنى عمكم يسقون العسل واللبن وأنتم تسقون النبيذ ا من حاجة بكم أم من بخل فقال ابن عباس رضى اللّه عنهما الحمد للّه ما بنا من حاجة ولا بخل قدم النبي صلى اللّه عليه وسلم على راحلته وخلفه اسامة فقال أحسنتم واجملتم كذا فاضعوا فلا نريد نغير ما امر به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً أعلى رتبته واكثر كرامة عِنْدَ اللَّهِ من الذين افتخروا بعمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج أو من لم يستجمع هذه الصفات من المؤمنين


الصفحة التالية
Icon