ج ٤، ص : ١٥٤
أورع الناس من يستجب دينه على الآباء والأبناء والأموال وحظوظ الدنيا قلت الا من أعطاه اللّه معرفته فيقول ما قال الشاعر بالفارسية.
آنكس كه ترا شناخت جان را چه كند فرزند وعيال وخان ومان را چه كند
ديوانه كنى هر دو جهانش بخشى ديوانه تو هر دو جهانرا چه كند
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ يوم بدر وقينقاع والأحزاب والنضير أو قريظة والحديبية وخيبر وفتح مكة وغيرها قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عطف على مواطن اما بتقدير المضاف في المعطوف يعنى مواطن حنين أو في المعطوف عليه يعنى في ايام مواطن كثيرة أو يفسر المواطن بالأوقات كمقتل الحسين رضى اللّه عنه إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ كانوا اثنى عشر الفا أو اربعة عشر الفا كما سيجئى في القصة والكفار اربعة آلاف كذا جزم غير واحد وجزم الحافظ وغيره بانهم كانوا ضعف عدد المسلمين أو اكثر من ذلك فعلى هذا كان المشركون اربعة وعشرين الفا أو ثمانية وعشرين الفا وقوله إذا أعجبتكم بدل من يوم حنين ولم يمنع إبداله منه ان يعطف على موضع في مواطن فانه لا يقتضى مشاركتهما فيما أضيف إليه المعطوف حتى يقتضى كثرتهم وإعجابهم كثرتهم في جميع المواطن وحنين واد بين مكة والطائف إلى جنب ذى المجاز قريب من الطائف بينه وبين مكة بضع عشر ميلا حارب فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هوازن وهو قبيلة كبيرة من العرب فيها عدة بطون وهو هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن غيلان بن الياس بن مضر وثقيف بطن منها (قصّة غزوة حنين) قال ائمة المغازي لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مكة في رمضان سنة ثمان من الهجرة مشت اشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض واشفقوا ان يغيروهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقالوا قد فرغ لنا فلا ناحية « ١ » له دوننا والرأي ان نغزوه فاجمعوا أمركم فسيروا في الناس وسيروا إليه قبل ان يسير إليكم فاجتمعت هوازن وجمعها مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة النضري واسلم بعد ذلك واجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلها
_________
(١) أى لا مانع ١٢.