ج ٤، ص : ٢١٧
فى كسر الخيمة ثم رجع ابنها باعنز ثم جاء زوجها ووصفته له قلت ولعل ذلك جاءت قريش في طلبه صلى اللّه عليه وسلم (قصة سراقه) روى أحمد والشيخان في الصحيحين عن سراقة بن مالك واحمد ويعقوب بن سفيان عن أبى بكر قال سراقة جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول صلى اللّه عليه وسلم وابى بكر دية كل واحد منهما مائة ناقة من الإبل لمن قتله أو اسره فبينا انا جالس في مجلس من قومى بنى مدلج اقبل رجل منهم حتى قام علينا فقال يا سراقة انى رايت آنفا اسودة « ١ » بالساحل وفي لفظ ركبة ثلثة ولا أراها الا محمد أو أصحابه قال سراقة فعرفت انهم هم فاوميت إليه ان اسكت فسكت حتى قمت فدخلت بيتي وأمرت جاريتى ان تخرج فرسى إلى بطن الوادي وأخرجت سلاحى من وراء حجرتى فخططت برمحى وخفضت عالية الرمح حتى أتيت فرسى فركبتها فدفعتها تقرب فرأيت اسودتهما فلما دنوت منهم عثرت بي فرسى فخررت منها فقمت فاهويت بيدي كنانتى فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم اولا أضرهم فخرج الذي اكره ان لا أضرهم وكنت ارجوا ان أرده فآخذ المائة ناقة فركبت فرسى وعصيت الأزلام فدفعتها تقرب بي حتى إذا سمعت قرأة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسى في الأرض حتى بلغت الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يداها فلما استوت قائمة إذ لا تريد بها غبار ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي اكره ان لا أضرهم فعرفت انه قد منع منى وانه ظاهر فناديتهما بالأمان « ٢ » وقلت انظرونى فو اللّه لا اوذينكم ولا يأتيكم منى شيء تكرهونه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لابى بكر رضى اللّه عنه قل له ماذا تبغى قلت ان قومك قد جعلوا فيك الدية واخبرتهما اخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهما الزاد والمتاع فلم يرزانى ولم يسالنى الا ان قال أخف عنا فسالته ان يكتب لى كتاب أمن قال اكتب له يا أبا
بكر وفي رواية فامر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من آدم ثم مضى رسول اللّه صلى اللّه
_________
(١) اسودة جمع سواد وهو الشخص ١٢. [.....]
(٢) أى لم ينقصاتى مما معى شيئا ١٢.


الصفحة التالية
Icon