ج ٤، ص : ٢٣٠
عليه وسلم معاذ اللّه ان يتحدث الناس اقتل أصحابي دعه فان له أصحابا يحتضر أحدكم صلوته مع صلوتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شىء ثم ينظر إلى ارصافه فلا يوجد فيه شىء ثم ينظر إلى نضيه... « ١ » فلا يوجد فيه شىء ثم ينظر إلى قدده فلا يوجد فيه شىء وقد سبق الفرث والدم آيتهم رجل اسود احدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدرور ويخرجون على خير فرقة من الناس قال أبو سعيد فاشهد انى سمعت هذا الحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واشهد ان على ابن أبى طالب قاتلهم وانا معه فامر بذلك الرجل فالتمس فاتى به فنظرت إليه على لعت النبي صلى اللّه عليه وسلم قال البغوي وصاحب اسباب النزول نزلت الآية فى ذى الخويصرة التميمي يعنى المذكور فى هذا الحديث واسمه خرقوص بن زهير اصل الخوارج فظاهر الآية يابى عن هذا القول لأن المذكور فى الآية لمن الصدقات وقصتها ذى الخويصرة التميمي ومعتب بن قشير المذكورين فى الحديثين الصحيحين المذكورين فى قسمة غنائم حنين وهذه الآية نزلت فى غزوة تبوك بعد غزوة حنين وعندى الآية نزلت فى قسمة صدقات جاء بها المسلمون لتجهيز جيش العسرة واللّه اعلم وقال الكلبي نزلت الآية فى رجل من المنافقين يقال له أبو الحواص قال لم يقسم بالسوية قال اللّه تعالى فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ (٥٨) إذا للمفاجات نائب مناب الفاء الجزائية قيل معناه وان اعطوا كثيرا رضوا وفرحوا وان اعطوا قليلا سخطوا نظرا إلى قوله تعالى.
وَلَوْ ثبت أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يعنى بما أعطاهم الرسول من الصدقة والغنيمة وذكر اللّه تعالى للتعظيم والتنبيه على ان فعل الرسول صلى اللّه عليه وسلم كان بامره تعالى وعلى انه يجب الرضا والتسليم بما فعل النبي صلى اللّه عليه وسلم كما يجب الرضا بقضاء اللّه تعالى وقدره وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ كفانا من فضله سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ من وجه آخر ما يحتاج إليه وَرَسُولُهُ من صدقة أو غنيمة اخرى إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ (٥٩) فى ان يغنينا من فضله والآية بأسرها
_________
(١) وهو قدحيه.