ج ٤، ص : ٢٤٢
لا يستعمل غالبا الا فى الواجب لكن فى ألفاظهم لما هو أعم من الفضل لأنه بمعنى الكفاية فالمعنى هل يكفى التصدق عليه فى تحقق مسمى الصدقة وتحقيق مقصودها من التقرب إلى اللّه فسلم القياس من المعارضة واحتج الطحاوي على هذا التأويل يعنى ان الصدقة فى الحديث صدقة التطوع بروايات اخرى روى الطحاوي بسنده عن رابطة بنت عبد اللّه امرأة عبد اللّه بن مسعود وكانت امراة صنعاء وليس لعبد اللّه بن مسعود مال وكانت تنفق عليه وعلى ولده منها فقالت لقد شغلتنى واللّه أنت وولدك عن الصدقة فما أستطيع معكم بشئ فقال ما أحب ان لم يكن لك فى ذلك اجر ان تفعلى فسالت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هى وهو فقالت يا رسول اللّه اننى امراة ذات صنعة أبيع منها وليس لولدى ولا لزوجى شىء فيشغلونى ولا أتصدق فهل فيهم اجر فقال فى ذلك اجر ما أنفقت عليهم فانفقى عليهم قال الطحاوي رابطة هذه هى زينب امراة عبد اللّه إذ لا يعلم ان عبد اللّه كانت له امرأة غيرها فى زمن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وروى الطحاوي بطريقين عن أبى هريرة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انصرف من الصبح يوما فاتى على النساء فى المسجد فقال يا معشر النساء ما رايت من ناقصات عقل ودين اذهب لعقول ذوى الألباب منكن وانى قد رايت انكن اكثر أهل النار يوم القيامة فتقربن إلى اللّه عز وجل بما استطعتن وكانت فى النساء امرأة ابن مسعود فانقليت إلى ابن مسعود فاخبرته بما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأخذت جلبابها فقال ابن مسعود اين تذهبين بهذا الحلي فقالت أتقرب به إلى اللّه عز وجل والى رسوله صلى اللّه عليه وسلم لعل اللّه لا يجعلنى من أهل النار قال هلمى ويلك تصدقى به علىّ وعلى ولدىّ فقالت لا واللّه حتى اذهب به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحديث فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تصدقى به عليه وعلى بنيه فانهم له موضع وروى البخاري من
حديث أبى سعيد الخدري قال خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى اضحى أو فطر إلى المصلى ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة فقال أيها الناس تصدقوا فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فانى اريتكن اكثر أهل النار قلن وبم يا رسول اللّه قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير الحديث إلى ان