ج ٤، ص : ٢٥٧
عن جبير بن مطعم رضى اللّه عنهم وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك والبيهقي عن عروة وعن ابن إسحاق ومحمد بن عمر عن شيوخه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ببعض الطريق مكر به ناس من المنافقين وائتمروا بينهم ان يطرحوه من عقبة فى الطريق وفى رواية اجمعوا ان يقتلوه فجعلوا يلتمسون غرته فلما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ان يسلك العقبة أرادوا ان يسلكوها معه قالوا إذا أخذ فى العقبة رفعناه عن راحلته فى الوادي فاخبر اللّه تعالى رسوله بمكرهم فلما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تلك العقبة نادى مناديه للناس ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخذ للعقبة فلا يأخذها واحد واسلكوا بطن الوادي فانه أسهل لكم وأوسع فسلك الناس بطن الوادي الا النفر الذين مكروا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما سمعوا ذلك استعدوا وتلثموا « ١ » وسلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العقبة وامر عمار بن ياسر ان يأخذ بزمام الناقة ويقودها وامر حذيفة بن اليمان ان يسوق من خلفه فبينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسير فى العقبة إذ سمع حس القوم فدعسوه « ٢ » فنفروا ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى سقط بعض متاعه وكان حمزة بن عمرو الأسلمي لحق برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالعقبة وكانت ليلة مظلمة قال حمزة فتور لى فى أصابعي الخمس وأضاءت حتى كنا نجمع ما سقط السوط والحبل واشباههما وامر حذيفة ان يردهم فرجع حذيفة إليهم وقد رأى غضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومعه محجن فجعل يضرب وجوه رواحلهم وقال إليكم إليكم يا اعداء اللّه فعلم القوم ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد اطلع على مكرهم فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس واقبل حذيفة حتى اتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار فاسرعوا حتى استويا بأعلاها وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و
سلم من العقبة ينتظر الناس وقال لحذيفة هل عرفت أحدا من أولئك الذين رددتهم قال يا رسول اللّه قد عرفت رواحلهم كان القوم متلثمين فلم ابصرهم من أجل ظلمة الليل قال هل علمتم ما كان من شانهم وما أرادوا قالوا لا واللّه يا رسول اللّه قال فانهم مكروا ليسيروا معى فإذا طلعت العقبة
_________
(١) تلثموا أى شد الفم باللثام للغبار ١٢.
(٢) الداعسه المطاعنة بالرماح ١٢.


الصفحة التالية
Icon