ج ٤، ص : ٢٦١
الطريق بالحديث واللعب وهذه القصة وقعت فى رواحه صلى اللّه عليه وسلم من المدينة إلى تبوك وقال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر كان رهط من المنافقين يسيرون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى تبوك لم يخرجوا الا رجاء الغنيمة منهم وديعة بن ثابت أخو بنى عمرو بن عوف والجلاس بن الصامت ومخشى بن حمير من أشجع حليف لبنى سلمة زاد محمد بن عمرو ثعلبة بن حاطب فقال بعضهم بعضا مكانى بكم غدا مقرنين فى الجبال ارجافا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وترصيبا للمومنين وقال الجلاس بن عمرو كان زوج أم عمير وكان ابنها عمير فى حجره واللّه لئن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمير فقال عمير وأنت شر من الحمير ورسول اللّه الصادق وأنت الكاذب فقال مخشى بن حمير واللّه لوددت انى اقاضى على ان يضرب كل رجل منا « ١ » مائة جلدة واننا ننقلب من ان ينزل فينا قرآن لمقالتكم هذه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعمار بن ياسر أدرك القوم فانهم قد احترقوا فاسألهم عما قالوا فان أنكروا فقل بلى قلتم كذا وكذا فانطلق عمار إليهم فقال لهم ذلك فاتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعتذرون إليه فقال وديعة بن ثابت وقد أخذ حقب ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ورجلاه تنسفان الحجارة ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ناقته وهو يقول يا رسول اللّه انما كنا نخوض ونلعب فانزل اللّه فيهم ولئن سالتهم ليقولون انما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون.
لا تَعْتَذِرُوا أى لا تشتغلوا باعتذاراتكم الكاذبة فانها معلومة الكذب قَدْ كَفَرْتُمْ أى أظهرتم الكفر بايذاء الرسول والطعن فيه بَعْدَ إِيمانِكُمْ أى اظهاركم الايمان إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ لتوبتهم وإخلاصهم قال محمد بن إسحاق الذي عفى عنه رجل واحد وهو مخشى بن حمير الأشجعي فقال هو الذي كان يضحك ولا يخوض وكان يمشى مجانبا لهم وينكر بعض ما يسمع فلما نزلت هذه الآيات تاب من نفاقه قال اللهم لا أزال اسمع آية تقربها عينى وتقشعر منها الجلود وتجب منها القلوب اللهم اجعل وفاتي قتلا فى سبيلك لا يقول أحد انا غسلت انا دفنت فاصيب يوم اليمامة فما أحد من
_________
(١) يعنى جلد كل منا مأته ولا ينزل فينا قرآن يفضحنا ١٢.